هل ينجح اليمين الاسرائيلي المتطرف
بقلم ا.د. فتحي الشرقاوي
استاذ علم النفس السياسى
قديما قال ديستوفسكي ( ليست الحرب كلها شر) فرغم الخسائر البشرية والمالية الرهيبة،التي وقعت للجانب الفلسطيني في أحداث غزة الدامية ، إلا أن تلك الأحداث برغم مرارتها ،قد أعادت إلى المسرح الإقليمي والدولي القضية الفلسطينية بكافة تداعياتها، بين مؤيد لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره،وبين معارض يرغب في فرض وهيمنه سياسة القوة
بل والمضي في تنفيذ سياسة تغير الخريطة الجغرافيه على الارض، وبرغم إيمان القيادة المصرية عبر سلسلة من الانظمة السياسية المتتالية بعداله القضية الفلسطينية،إلا أن تعنت الجانب الاسرائيلي في كل مرة مدعوما بالقطع بمساندة وتأييد القوى الدولية الخارجيه وعلى رأسها امريكا ،حال دون انفراج الأزمة دبلوماسيا وسياسيا، رغم صدور العديد من القرارات الدولية الرامية الى وجود دولة فلسطينية وعاصمتها القدس، بل والإصرار من الجانب الاسرائيلي على فرض سياسة العنف و هيمنة سلطان القوة،كخيار وحيد للتعامل مع تلك القضية، وبرغم لجوء إسرائيل لنفس السياسة العنيفة مرة ومرات،إلا انها لم تفلح في الوصول إلى مراميها،بالشكل الذي يقبع في اذهان الصقور من اليمين المتطرف بها، وليس ادل وأوضح على مانقول
من السجال الدائر حاليا بشأن الهدنه وتبادل الأسري بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني ففي الوقت الذي يرى فريق في الحكومة الاسرائلية ضرورة أن تتحرك إسرائيل فورا لإنقاذ كل من يمكن إنقاذهم من الرهائن، يصر فريق آخر على ضرورة الإستمرار في الضغط على حماس بكل قوة.،وليس ادل على تجسيد هذا الفريق الاخر ( الرافض لمبادلة الاسرى) من تصريح وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، من أن الصفقة المحتملة للإفراج عن رهائن تحتجزهم حماس في غزة ستنتهي بـ "كارثة"، وفق موقع تايمز أوف إسرائيل الذي نقل تصريحاته للقناة الـ14.حيث قال في حديثه للقناة، "أنا منزعج للغاية لأنهم يتحدثون الآن عن صفقة. أنا منزعج لأننا انقسمنا مرة أخرى ولم يتم إخبارنا بالحقيقة مرة أخرى... الشائعات تقول إن دولةإسرائيل سترتكب مرة أخرى خطأً كبيرا جدا بأسلوب صفقة شاليط". مذكرا حكومته بأن تلك الخطوة ستنتهي بكارثة مثلما حدث في صفقة شاليط في ٢٠١١ والتي تم بموجبها الإفراج عن ١٠٢٧ اسيرا فلسطينيا ،من بينهم قائد حماس يحيى السنوار وكان بن غفير يشير إلى الصفقة التي تم بموجبها إطلاق سراح الجندي، جلعاد شاليط، في 2011 مقابل إطلاق سراح 1027 سجينا فلسطينيا، من بينهم قائد حماس الحالي، يحيى السنوار، الذي يعتقد أنه العقل المدبر لهجوم حماس في السابع من أكتوبر الذي أسفر عن مقتل وأسر العديد من الاسرائليين ، ان هذا الانقسام داخل صفوف الحكومة الإسرائيلية بين مؤيد لتبادل الرهائن والاسرى من الجانبين.
لابد من استثماره جيدا كورقة ضغط من الجانب الفلسطيني، للحصول على اكبر قدر من المكاسب على ارض الواقع، ولاشك ان إدارة هذا الملف التفاوضي في حاجه الى عقليات منفتحه تجيد فن إدارة الصراع بعيدا عن التوتروالتشنج الانفعالي ،وهنا السؤال ،هل الجانب الفلسطيني في الآونة الحاليه قادرا على إدارة هذا الملف بحرفيه عاليه،كما تشير ادبيات ( فن إدارة الصراع)
وإذا كانت الإجابة ( بنعم)
فيجب الاخذ في الاعتبارضرورة وضع كل الاحتمالات والنتائج المتوقعة ووضع كافة الخطط البديلة لمواجهتها..فحرب المفاوضات لا تقل قدر انمله عن كفاءة الحرب العسكرية،لابد فيها من التحديد المسبق لكم الانتصارات و الانكسارات
( السلبيات والايجابيات المتوقعة) ،وكما تلجأ إسرائيل لأسلوب المشاورة مع الداعمين لها،هل سنجد على الجانب الفلسطيني مايشير إلى ضرورة التنسيق والتشاور مع الجهات المعنية بالوقوف معهم،أم سيكون موقفهم انفراديا ،مما قد يضعف موقفهم ومن ثم زيادة تعقيد الموقف...(كلمة السر مصر اكبر قوة اقليمية في المنطقة)