شاهد مؤرخ يهودي يكشف جرائم إسرائيل ويدعم حماس.. مواجهة نارية بين «بيرس مورغان» و«فينكلشتاين»
كثيرٌ هو الانحياز والتضليل الذي تمارسه العديد من وسائل الإعلام العالمية المدعومة من الاحتلال الإسرائيلي، بشأن القضية الفلسطينية، غير أن الرد يأتي من خلال أناس يفترض دعمهم لوجهة النظر المعادية للقضية الفلسطينية فيكونون أفضل من يدافع عنها، ويدينون جرائم الاحتلال تجاه الشعب الفلسطيني.
ودائمًا ما يتبني المذيع البريطاني «بيرس مورغان» صاحب برنامج «Piers Uncensored»، وجهة النظر الداعمة للاحتلال الإسرائيلي في مواجهة الشعب الفلسطيني الأعزل؛ إذ استضاف المؤرخ اليهودي الأمريكي «نورمان غاري فينكلشتاين» محاولًا أظهاره في ثوب المدافع عن حركة حماس التي يصفها «بيرس مورغان بالإرهابية بعد عملية طوفان الأقصى تجاه الاحتلال الإسرائيلي، والتي جاءت ردًا على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، واستباحة المسجد الأقصى، وسب نبي الإسلام المنزه عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام.
وقال «بيرس مورغان»، موجهًا حديثه لـ«نورمان فينكلشتاين»: ردة فعلك الأولى تجاه ما حدث في 7 أكتوبر أسخطت الكثير من الناس، بسبب مقالك الذي قلت فيه: على مدى الـ 20 عامًا الماضية وأهل غزة الذين نصفهم أطفال مسجونون في معسكر اعتقال، واليوم اخترقوا جدران المعسكر إذا كنا نفخر بالمقاومة المسلحة لـ «جون براون» ضد العبودية، وإذا كنا نفخر باليهود والذين ثاروا في «غيتو وارسو»، فإن الاتساق الأخلاقي يلزمنا بأن نفخر بالمقاومة البطولية في غزة.
ويكمل فيقول: أنا عن نفسي لن ألومهم أبدًا، بل على العكي ما حصل يُثلج صدري؛ مشاهد ابتسامات أطفال غزة، لإذلال اليهودي العنصري الذي يقمعهم، نجوم السماء تنظر إليهم بسرور، أرواح غزة تتحرر».
ويعقب «بيرس مورغان» قائلًا: هل أنت نادم على استعمال هذه النبرة؟
ويستهل «نورمان» قائلًا: تلك اللحظات أرهقتني وأثقلت كاهلي، لأنني لم أكن واثقًا من حكمة الأخلاقي تجاه الأحداث وبدأت في الرجوع إلى ما قاله دعاة إلغاء العبودية البيض، لما قاد «نات ترنر» ثورة العبيد السود، حيث طعنوا الكثير من البيض وضربوهم حتى الموت، وقرأت ما قاله دعاة إلغاء العبودية من البيض ومنهم: «وليم لويد غاريسون»: حدثت أمور فظيعة خلال ثورة «نات ترنر»، ورفض إدانة «نات ترنر».
يقاطع «بيرس مورغان» قائلًا: هل تصنف ذلك على أنه عمل إرهابي؟ هل تدين حماس بسبب فعلتهم هذه؟
ويرد «نورمان» قائلًا: أجيب بأن ما حدث في 7 أكتوبر يحتمل أسئلة أخرى: هل تم ذبح الأطفال؟ وهل تم اغتصاب النساء؟ الأدلة المطروحة من قبل إسرائيل مشكوك في صحتها، وهناك فظائع ارتكبت هذا مؤكد لكن ينبغي الرأفة بمركتبي هذه الفظائع لأنهم كانوا سجناء معسكر اعتقال غزة، وأنطلق من مبدأ أسياسي وهو: الحمد لله الذي عافانا مما ابتلي به غيرنا، وأرفض إدانة أناس يقبعون تحت ظروف، وإن كنت أنا أقبع في نفس ظروفهم لا أعلم كيف كنت لأتصرف، لأن الـ 1500 شخص الذين اقتحموا معسكر الاعتقال في غزة، ولدوا في هذا المعسكر، لا ماضي لهم ولا حاضر ولا مستقبل، لا وظيفة لهم، ووفقًا للمنظمات الإنسانية نصفهم يعانون مما يسمى انعدام حاد في الأمن الغذائي.
ويكمل «نورمان»: ومن فترة لأخرى تدخل إسرائيل لغزة وتقوم بجز العشب وتعني ارتكاب مجازر بأسلحة ذات تكنولوجيا متقدمة مثل ما حدث في 2008 و 2009، قامت إسرائيل بعملية الرصاص المصبوب، وفي عام 2012 قامت بعملية عامود السحاب، وفي عام 2014 عملية الجرف الصامد، وارتكبت مجازر ضد أهل غزة، فأهل غزة لم يمنحوا فرصة من قبل، وأرفض إدانتهم لأنهم ولدوا داخل معسكر اعتقال، فقد طردتهم إسرائبيل عام 1948، وهناك 70 % من شباب غزة لا يوجد لديهم وظائف.
ويردف المؤرخ اليهودي ويقول: كنت فقدت الأمل في غزة عام 2020 ورأيت أن الدفاع نها لا يجدي ثمارًا، وهذا القرار أوجع قلبي جدًا لأنني كنت سأتخلي عن الشعب الذي كرست له 15 سنة من حياتي، وكنت آخر مؤرخ عن غزة.
يقاطعه «بيرس مورغان» قائلًا: انت ابن لشخصين نجيا من محرقة الهولوكوست كيف ترى ما حدث في 7 أكتوبر بأنه عمل بطولي؟
ويجيب «نورمان» بقوله: بعد 30 عامًا من موت والداي وإبادة عائلتيهما كيف ستكون ردة فعلهم إذا سمعوا في اليوم الأول من طوفان الأقصى إن سجناء في معسكرات الاعتقال اخترقوا البوابات؛ أعتقد أن والداي سيفرحون بهذا كثيرًا فأنا سألت أمي ماذا كان شعورك عندما قصفت المدن الألمانية بشكل كامل في الحرب العالمية الثانية وقتل مئات الآلاف من المدنيين فقالت: كنا نشعر بأنه ما دام أننا سنموت فسنأخذ بضهم معنا»، وهي عبارة ليست الأرقى أخلاقيًا وطيلة حياتهما لم يقولا كلمة طيبة عن الألمان ولم أجادلهم في هذا الأمر لأني تفهمت أنه باعتبار التجربة التي عايشوها من حقهم أن يكرهوا الناس الذين دمروا حياتهم.