لمحات من سيرة المبشر بالجنة..
كيف قتل أبو عبيدة ابن الجراح أباه ومدحه الله في القرآن الكريم؟
رغم أنه أتى بفعل عظيم على القلب، لا يقدم أحد عليه إلا صاحب عقوق جاحد، أو إيمان راجح؛ فمدحه الله في القرآن الكريم، ووصفه بالمؤمن بالله واليوم الآخر، فنعم الرجل هو أحد المبشرون بالجنة.
ولم يتخلف هذا الصحابي عن غزوة غزاها النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت له مواقف عظيمة في البطولة والتضحية؛ ففي غزوة بدر رأى الصحابي أبو عبيدة ابن الجراح أباه في صفوف المشركين فابتعد عنه، وظل يتجنبه مخافة أن يلتقيا بسيفيهما، بينما أصر أبوه على قتله، فلم يجد الابن مهربًا من التصدي لأبيه، وتقابل السيفان، فوقع الأب المشرك قتيلًا، بيد ابنه الذي آثر حب الله ورسوله على حب أبيه.
وأنزل الله في أبي عبدية ابن الجراح قرآنًا يُتلى؛ قال تعاى: {لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} الآية رقم 22 من سورة المجادلة.
وفي صحيح البخاري قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لجلسائه يومًا: تمنوا ، فقال أحدهم : أتمنى أن يكون ملء هذا البيت دراهم ، فأنفقها في سبيل الله. فقال: تمنوا، فقال آخر: أتمنى أن يكون ملء هذا البيت ذهبًا ، فأنفقه في سبيل الله ، فقال عمر : لكني أتمنى أن يكون ملء هذا البيت رجالاً من أمثال أبي عبيدة بن الجراح ، ومعاذ بن جبل ، وحذيفة بن اليمان ، فأستعلمهم في طاعة الله . البخاري