مبادرة الحزام والطريق: مستقبل أفضل للعالم.. لماذا؟
لا يعرف الكثيرون في عالمنا الإسلامي ما هي مبادرة الحزام والطريق التي أطلقها الرئيس الصيني شي بينغ أول مرة في عام 2013؛ بهدف تعزيز التجارة مع أسيا وإفريقيا وأوروبا.
كلمة الحزام تشير إلى الطرق البرية التي تربط الصين بأوروبا عبر أسيا الوسطى وجنوب أسيا، وكذلك جنوب شرق أسيا، أما الطريق فتشير إلى شبكة بحرية تربط الصين بالمواني الرئيسية عبر أسيا والمحيط الهندي والشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا التي كانت تربط بين الشرق والغرب القديم لنقل الحرير، وأيضًا العديد من المنتجات الأخرى، وكان يُطلق عليها طريق الحرير.
تُعتبر هذه المبادرة هي خطة الصين الكبرى لتوسيع التعاون الاقتصادي والبنية التحتية عبر القارات من خلال الطرق البرية والبحرية الإستراتيجية، وبالفعل نجحت في جعل الصين أقرب إلى العالم من خلال الاستثمارات ومشاريع البنية التحتية في أكثر من 150 دولة، وبلغ إجمالي مشاركة الصين التراكمية في مبادرة الحساب 2022 مليار دولار.
ومبادرة الحزام والطريق سوف تساعد من خلال تنفيذ مشاريع بنية تحتية بالكامل على زيادة الدخل الحقيقي العالمي بحلول عام 2030؛ ما ينتشل أكثر من سبعة ملايين شخص من الفقر المدقع و32 مليون شخص من الفقر المعتدل.
أما عن الدول المشاركة في مبادرة الحزام والطريق؛ فنجد في افريقيا دولًا مثل إثيوبيا وكينيا وتنزانيا وموزمبيق ومدغشقر وجنوب إفريقيا، وأيضًا مصر والمغرب والجزائر، ولعل الهدف الأكبر من طرح الصين لهذه المبادرة في عام 2013 هو تحسين الترابط والتعاون على نطاق واسع يمتد عبر القارات وليس عبر الدول فقط بالدليل أن هذه المبادرة تضم العديد من الدول وتحقيق مكاسب كبيرة في التجارة والاستثمار الأجنبي وتحسين ظروف المعيشة للمواطنين وتذهب التقديرات إلى أن حجم التجارة في اقتصاديات الدول الواقعة في هذه المبادرة يزيد بنحو 30% على إمكانات الاستثمار الأجنبي، وكما قال الأمين العام للأمم المتحدة فإن مبادرة الحزام والطريق تعتمد على تنفيذ إستراتيجية تنموية تعتمدها الحكومة الصينية وتطوير البنية التحتية والاستثمارات في 152 دولة ومنظمة دولية في أوروبا وأسيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية وإفريقيا.
وقال الأمين العام الأمم المتحدة إن التحديات العالمية تلقي بظلالها على أهمية إنشاء هذه المبادرة وتنفيذها، وإن العالم سيستفيد أولًا من مبادرة الحزام والطريق في تحقيق أهداف التنمية المستدامة كما تعكس المبادئ الخضراء في العمل الأخضر للحفاظ على البيئة؛ لأن بلدان اليوم لا تحتاج فقط إلى الطرق المادية والجسور لربط الناس والأسواق، بل إلى مستقبل نظيف وصديق للبيئة منخفض الكربون، وهو ما تسعى إليه مبادرة الحزام والطريق ومشروعاتها طبقًا للرؤية الصينية.
ففي الوقت الذي تسعى الصين إلى رخاء شعوب العالم وتمد حسور الخير عبر القارات؛ نجد الولايات المتحدة الأمريكية تسعى للشر ودعم أهل الشر والعدوان الإسرائيلي على غزة بوصول 200 طائرة أمريكية -حتى الآن- إلى إسرائيل محملة بالقنابل والصواريخ وأسلحة الدمار لقتل المدنيين؛ فمبادرة الحزام والطريق ترسم مستقبلًا أفضل للعالم، فشكرًا للصين قيادة وشعبًا لأنهم يحملون الخير للعالم.