وليعفوا وليصفحوا
تحت هذا العنوان، كتب الكاتب الكويتي فهد محمد الخزِّي، رئيس تحرير مجلة الوعي الإسلامي، يقول:
العفو والتسامح ينبعان من قلب سليم وخلق كريم وطبع حليم؛ فقد وصفت عائشة رضي الله عنها النبي صلى الله عليه وسلم بأنه كان خلقه القرآن، فهو يأخذ بهديه ويتبع منهجه من غير عوج ولا التواء؛ فإن العفو والسماحة لا يسكنان إلا قلبًا خاليًا من الأحقاد والأضغان، وإن من يعمل ليقود الخلق إلى الحق لا بد أن يكون نظره إلى الصفح والتسامح لا إلى الأحقاد والأضغان التي من شأنها أن تشد صاحبها إلى الوراء.
وكما وصفت عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، بقولها ما ضرب رسول الله شيئًا قط بيده ولا امرأة ولا خادمًا إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من لعنة تُذكر، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه فى شيء يؤتى إليه، وما نال منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيئًا من محارم الله عز وجل فينتقم لله. وما خُيِّر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثمًا فإن كان إثمًا كان أبعد الناس منه.. رواه البخاري.
وقال الكاتب: ولا تنقطع مجالات التسامح في الإسلام؛ فتسامح مع المخطئين وتسامح مع أسرى الحرب، وتسامح حتى مع الحيوانات، ويزداد الأمر حسنًا عندما يكون هذا التسامح بين أبناء الوطن الواحد والمدينة الواحدة، وتضيق الدائرة حتى تصل إلى الأسرة الواحدة؛ فالسماحة والمساهلة والتيسير على خلق الله عز وجل سبب في عفو الله عن العبد وتجاوزه عنه.