لماذ شرع الله التوبة؟.. أزهري يجيب
قال الدكتور المصري مصطفى عبد السلام، العالم الأزهري وإمام مسجد الحسين، إن التوبة هي نهاية حياة الذنوب والمعاصي، وبداية حياة القرب من الله سبحانه وتعالى، كما أنها نهاية حياة البعد عن الله سبحانه وتعالى.
وأضاف عبد السلام خلال تصريحات تلفزيونية، أن التوبة قد شرعها االله سبحانه وتعالى لنا رحمةً بنا؛ وذلك لأن الله هو التواب؛ موضحًا أنه مهما أخطأ الإنسان فعليه أن يتوب ويرجع ويعتذر إلى الله وسيقبل الله سبحانه وتعالى الاعتذار، وهذا كرم ورحمة من الله سبحانه وتعالى علينا؛ فمهما أذنبنا ومهما أخطأنا يقبل الله توبتنا؛ مستشهدًا بقوله تعالى: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا على أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ".
وقال العالم الأزهري، إن رحمة الله تكمن في الثقافة التي رزقنا بها وهي ثقافة الاعتذار والتوبة؛ موضحًا أن مقام التوبة يُعدُ مقامًا عظيمًا؛ مستشهدًا بالحديث القدسي: عبدي أَذكرك وتنساني؛ أَسترك ولا ترعاني، وعِزتي وجلالي لو أمرتُ الأرض لابتلعتك في بطنها، ولو أمرتُ البحار لأغرقتك في معينها، ولكن أجَّلتك لوقت قد وقَّتُّه، وأجَلٍ قد حددتُه؛ فلا بد من الورود عليَّ والوقوف بين يديَّ؛ أُحصي لك أعمالك وأذكر لك أفعالك حتى إذا أيقنت بالبوار وظننت أنك من أهل النَّار، قلت لك: عبدي، لا تحزن إني لأجلك سميت نفسي الغفار.
وأكد، أن التوبة غير مقتصرة على العاصي فقط بل هي للجميع؛ حتى للمؤمن الذي لا يعصي الله؛ فالمؤمنون مطالبون بتجديد التوبة؛ وتجديد التوبة ليس مقتصرا في كل موسم، ولا في كل رمضان، بل نحن مطالبون بتجديد التوبة كل يوم؛ مستشهدًا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه، وما تأخر حيث قال: (إنّي لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم الواحد أكثر من سبعين مرة).
وأشار إلى أن هناك صلاة للتوبة؛ وهي تصلى في حال ارتكاب كل ذنب؛ فليس معنى أن الشخص أذنب أنه دخل للنار؛ فما دام العبد تاب إلى الله وراجع نفسه وتاب توبة صادقة بينه وبين الله يتوب الله عليه؛ فالندم هو أعظم أركان التوبة.