ما حكم اصطحاب الأطفال إلى المساجد؟
تداول رواد المواقع التواصل الاجتماعي العديد من الأسئلة حول حكم اصطحاب الأطفال معهم إلى المساجد، وفي السطور التالية سنعرض رد دار الإفتاء المصرية على هذا السؤال.
ومن خلال التوجيهات الشرعية والأحكام الدينية، ترى دار الإفتاء أنه لا مانع دينيًا من إصطحاب الأطفال إلى المساجد، بل تعتبر ذلك ممارسة مستحبة إذا كانوا مؤدبين ومنضبطين، فذلك يعتبر جزءًا من تعويدهم على أهمية الصلاة وتشجيعهم على التعلق بالأجواء الروحانية التي يُجتمع فيها المسلمون لعبادة الله. ومع ذلك، يجب أن يكون هذا الحضور مصحوبًا بالأدب والاحترام للمكان، دون إحداث إزعاج للمصلين أو التشويش على الناس.
وأكدت الدار، ضرورة تعامل الطفل برفق ورحمة، وبمنتهى الحلم وسعة الصدر من غير تخويف أو ترهيب له؛ فإن ردود الأفعال العنيفة التي قد يلقاها الطفل من بعض المصلين ربما تولد عنده صدمة أو خوفًا ورعبًا من هذا المكان، والأصل أن يتربَّى الطفل على حبِّ هذا المكان ويتعلق قلبه ببيت الله تعالى، كما جاء في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله، ورجل قلبه معلق بالمساجد، وأن هذا المسجد مليء بالرحمات والنفحات والبركات.
واستدل العلماء، على جواز إحضار الأطفال إلى المساجد بأحاديث، منها: ما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه: "أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يصلي وهو حاملٌ أُمَامَةَ بنتَ زينبَ بِنْتِ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم". قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (1/ 592، ط. دار المعرفة): [واستُدِلَّ به على جواز إدخال الصبيان في المساجد] اهـ.
وأخرج الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان والحاكم عن بريدة رضي الله عنه قال: "كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يَخطُب، فأقبل الحسن والحسين رضي الله عنهما عليهما قميصان أحمران، يَمْشيان ويَعثُران، فنزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من المنبر فحملهما واحدًا من ذا الشق وواحدًا من ذا الشق، ثم صعد المنبر فقال: «صدق الله: ﴿إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ﴾ [التغابن: 15]؛ إني لَمَّا نَظَرْتُ إلى هذين الغلامين يَمْشيان ويَعثُران لم أصبر أن قطعت كلامي ونزلتُ إليهما».