صفقة الأسرى تفجر خلافات حادة في مجلس الحرب الإسرائيلي
أفادت تقارير إعلامية عبرية، بأن الملفات ذات الصلة بالحرب على قطاع غزة، وعلى رأسها المساعدات الإنسانية وقضية اليوم التالي للحرب، زادت سخونة عقب زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الأمر الذي انعكس على اجتماع مجلس الحرب الإسرائيلي الأخير.
خلال اجتماع مجلس الحرب، أمس الخميس، طرحت قضايا عديدة شدَّد عليها بلينكن في زيارته، ولا سيما دور السلطة الفلسطينية في إدارة قطاع غزة ونهاية الحرب، ومواصلة عمليات "الأونروا" في غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية.
وشهد الاجتماع طرح قضية الأسرى الإسرائيليين والصفقة المطروحة في الوقت الراهن، وسط ما يبدو أنها خلافات حادة؛ بسبب تناقض آراء وزراء بالمجلس مع الطلبات الأمريكية، حيث تمارس واشنطن ضغوطًا على نتنياهو تضعه في مأزق مع الائتلاف.
وكانت بعض وسائل الإعلام قد اقتبست عن الإذاعة الإسرائيلية، أن وزير الدفاع يوآف غالانت غادر اجتماع مجلس الحرب في منتصفه، برفقة رئيس هيئة الأركان العامة هرتسي هاليفي، ما قد يؤشر على مستوى التوتر داخل منظومة اتخاذ القرارات الإسرائيلية، وعدم التوافق بين الوزراء.
ومن أوجه عدم التوافق، ما أشارت إليه صحيفة "يسرائيل هايوم" بأن الوزيرين بلا حقيبة بيني غانتس وغادي آيزنكوت، طلبا منع دخول المساعدات الإنسانية لفترة قصيرة، إلى حين بناء آلية جديدة لإدخال المساعدات، بحيث لا تذهب إلى حماس، وهو الطلب الذي يتناقض مع الرؤية الأمريكية.
كما يتناقض مع تسريب صحيفة "يديعوت أحرونوت" الجمعة، بأن وزير الدفاع غالانت، عرض على المجلس رؤية جديدة بشأن إدخال المساعدات الإنسانية، بحيث تتجنب المرور من خلال معبر رفح، على أن تدخل من معبر "إيرز" (حاجز بيت حانون) أقصى شمال القطاع، أو معبر كارني (معبر المنطار) شمال شرق القطاع.
وتنص الرؤية التي عرضها غالانت على مجلس الحرب على إدخال المساعدات مباشرة من إسرائيل إلى التجار الفلسطينيين، وذلك بغرض تجنب وصولها إلى حماس، حيث تزعم إسرائيل أن 60% من المساعدات تذهب للحركة.
ويرى غالانت أن التجار في غزة سيصبحون وفق رؤيته مركز الثقل الجديد بدلًا من حماس، كما أنه من أجل التيقن من عدم وصول المساعدات للحركة، ستعمل قوات إسرائيلية على تأمين وصولها، على أن يصبح "حي الزيتون"، أكبر أحياء مدينة غزة، شمالي القطاع، بؤرة لتجميع المساعدات.
ولم يستبعد غالانت أن تعمل عناصر فلسطينية مسلحة تحت إشراف إسرائيلي على تأمين وصول المساعدات إلى وجهتها، على أن تكون هذه العناصر تابعة للسلطة الفلسطينية، فيما سيشرف "الشاباك" على آليات التنفيذ.
وفي حال صحت الأنباء عن مغادرة غالانت وهاليفي للاجتماع في منتصفه، فإن ذلك يعني أن الطرح الذي عرضه واجه خلافات حادة داخل مجلس الحرب.