حكاية الطفل الثالث الذى أنطقة الله فى المهد
كان في العهود القديمة أولياء صالحون، وعباد زاهدون، وصاحب قصتنا اليوم، "جريج" العابد، الذي أحدث الله له معجزة ليثبت براءته من الزنا، وهذه القصة ثابته في السنة النبوية، حيث حدثنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " كان جريج عبدًا صالحًا في بني إسرائيل وكثير الذكر والعباده.
وكان يشهد له بالتقوى، ولكن في زمن "جريج" كانت تكثر فية الفتن والذنوب والمعاصي فقرر أن يعتزل الناس وأتخذ لنفسه صومعة من الطين يعبد الله فيها بعيداً عن الناس، وفي يومٍ من الأيام جاءته أمه ونادت عليه يا جريج وفي هذا الوقت كان يستعد لصلاته فوقف يخاطب نفسه فقال يارب أمي أو صلاتي أمي أو صلاتي فانصرف إلى صلاته وترك أمه فأنصرفت وأتته في مرة أخرى في اليوم الثاني ونادت عليه وهو يصلي فقالت: يا جريج، فقال: يا رب أمي وصلاتي، فأقبل على صلاته، فانصرفت، وأتته في اليوم الثالث ونادت عليه وكان مقبل على الصلاة أيضًا فقالت: يا جريج، فقال: أي رب أمي وصلاتي، فأقبل على صلاته، فقالت: اللهم لا تمته حتى ينظر إلى وجوه المومسات.
حيث كان في مجالس بني إسرائيل يتحدثون عن "جريج" وعبادته، وهم يُنكرونه ولا يحبون أن يكون بينهم صالحًا، وهم على عصيِانهم، فتحدثت امرأة مومس من بني إسرائيل، كانت ذات حُسن وجمال فقالت أنا أفتنه لكم إن كنتم تريدون، فوافقها الجميع، فذهبت إلى صومعته وعرضت نفسها عليه ولم يهتم لها العابد الصالح، فانصرفت وأثناء ذهبها أمكنت راعي غنم جوار صومعة جريج من نفسها وحملت منه، وبعد فترة من الزمن جاءت ومعه طفل وقالت أنه أبن "جريج" العابد الصالح فذهب إليه بنى إسرائيل وضربوه وهدموا صومعته فتعجب لهم وقال: ما شأنكم ولما كل هذا الفعل، قالوا: إنك زنيت بهذه المومس وهذا ولدك منها.
وهنا كانت المعجزة التى أحدثها الله سبحانه وتعالي لــ"جريج" العابد الصالح، بعدما هدم بني إسرائيل صومعة جريج، بينما هم فى الطريق إلى ساحة المدينة، مروا به قريباً من بيوت الزانيات، فخرجن ينظرن إليه، فلما رآهن تبسم، وبعدها طلب أن يحضرنا الصبي، فلما جاءوا به طلب منهم أن يعطوه فرصة لكي يصلي ويلجأ إلى ربه، ولما أتم صلاته جاء إلى الصبي، فنغزه في بطنه بإصبعه، وسأله والقوم ينظرون إليه.
فقال له: من أبوك، فأنطق الله الصبي، وتكلم بكلام يسمعه الجميع ويفهمه، فقال: أبي فلان الراعي، فعرف الناس أنهم قد أخطؤوا في حق هذا الرجل الصالح ، وأقبلوا عليه يقبلونه ويتمسحون به، ثم أرادوا أن يكفروا عما وقع منهم تجاهه، فعرضوا عليه أن يعيدوا بناء صومعته من ذهب، فرفض وأصر أن تعاد من الطين كما كانت، ولما سألوه عن السبب الذي أضحكه عندما مروا به على بيوت الزواني، قال: ما ضحكت إلا من دعوة دعتها عليَّ أمي .