ما هي قصة مسجد القبلتين
مسجد القبلتين له مكانه خاصة لدي المسلمين في العالم، وأيضا المهتمين بالتاريخ الإسلامي، حيث صلي في هذا المسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، وبعد صلاة دامت حوالي 16 شهرًا باتجاه بيت المقدس، أرسل الله أمرًا إلهيًا إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في السنة الثانية للهجرة، بتحويل اتجاه القبلة من بيت المقدس إلى البيت الحرام، في ليلة النصف من شعبان.
وشهد النبى صلي الله عليه وسلم تحوّل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام، وسُمي مكان الواقعة بمسجد القبلتين الذي يقع في المدينة المنورة، مضيفًا أنه مثبت في السنة من خلال الأحاديث النبوية، ومسجل أيضًا في ذاكرة التاريخ الإسلامي باعتباره أحد أهم وأبرز المعالم التاريخية ومن أعظم الآثار النبوية في المدينة المنورة بعد المسجد النبوي ومسجد قباء، حتى عُمم الأمر على جميع المسلمين.
وأقام الرسول صلى الله عليه وسلم صلاة واحدة في المكان الذي بُني عليه مسجد القبلتين في المدينة المنورة نصفها اتجاه بيت المقدس والنصف الآخر اتجاه البيت الحرام.
ويقع مسجد القبلتين في الطرف الغربي من المدينة المنورة على مساحة تبلغ نحو 4000 متر مربع، على بعد حوالي 4 كيلومترات من الحرم النبوي، وهو يتميز بالطراز العمراني الإسلامي، وشهد العديد من التوسعات الضخمة على مدار العصور، وهو مسجد لا يخلو من الزائرين، نظرًا لما يتمتع به من أجواء روحانية طيبة.
حيث كان يعرف قديمًا بأسم مسجد بني سلمة، ويذكر أن بني سواد بن غنم بن كعب من قبيلة بني سلمة الخزرجيين هم الذين أقاموه على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد أعاد بناءه فيما بعد والي المدينة المنـورة عمر بن عبد العزيز وفي عام (87هـ - 706م)، وجدده الشجاعي شاهين الجمالي في عام 893هـ، وفي عهد السلطـان العثماني سليمان القانوني أصلحت عمارة المسجد عام (950هـ - 1943م) وكان بناؤه قديمًا مكونا من مواد البناء آنذاك وهي اللبن والسعف وجذوع النخل.
حيث شهد المسجد حدثًا إسلاميًا تاريخيًا بتحوّل القبلة من بيت المقدس إلى بيت الله الحرام، مؤكدا أنه من المساجد التي وجدت العناية والاهتمام، والنبي صلى الله عليه وسلم صلى فيه، وكان الصحابي عبد الله بن عمر رضي الله عنه يتحرى المساجد التي صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم ومنها مسجد القبلتين، كما أن بناءه قديم شيد في القرن الأول من الهجرة وجدد بناءه الخليفة عمر بن عبد العزيز عندما كان أميرا للمدينة المنورة».