بعد بيان رئيس مجلس الوزراء
الحكومة: السياحة العلاجية مصدر مهم للدخل القومي.. وبرلماني: يحتاج تطوير المنظومة الصحية
تعتبر الرعاية الصحية والسياحة العلاجية من أهم القطاعات التي تسهم في تعزيز الاقتصاد وتطوير البلدان، يشهد سوق السياحة العلاجية والاستشفائية نموًا كبيرًا في العقود الأخيرة، ويرجع ذلك إلى التطورات المتسارعة في قطاع الرعاية الصحية والابتكارات التكنولوجية الحديثة، تلك التطورات والتقنيات العلاجية المستجدة عززت جودة الرعاية الصحية وحسنت تجربة المرضى، مما حفز الكثير من المواطنين العالميين على السفر للحصول على علاجات أفضل.
ومن بين هذه الدول التي تعزز السياحة العلاجية والاستشفائية، كانت مصر والتي شهدت اليوم افتتاح المؤتمر الدولي الثاني لتطبيقات" السياحة الصحية المصرية"، الذي يقام تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بالعاصمة الإدارية الجديدة، خلال يومي ٢ و ٣ مارس الجاري.
شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، فعاليات افتتاح المؤتمر الذي يجمع أعيان العالم في مجال السياحة الصحية والاستشفاء، وبمشاركة واسعة من الوزراء والمحافظين والمسئولين والخبراء والمهتمين، يتطلع المؤتمر إلى استعراض دور مصر في هذا المجال المهم والمتنامي.
تطلعات مصر في مجال السياحة الصحية
وخلال تفقد المعرض المصاحب للمؤتمر، زار رئيس الوزراء عدداً من الأقسام التي يتضمنها، ومنها جناح الهيئة العامة للرعاية الصحية، حيث استمع إلى شرح حول جهود الهيئة وعرض إمكاناتها وتجربتها الرائدة في التغطية الصحية الشاملة، كما زار أجنحة عدد من المنشآت المعنية بتقديم الرعاية الصحية، من منشآت القطاع الخاص، والمجتمع المدني، وأخرى متخصصة في علاج الأطفال، والمسنين، الذين عرضوا جوانب الرعاية الصحية التي يقدمونها، وروجوا لجهود التطوير لرفع مستوى الخدمات بشكل دائم، كما ضم المعرض جناحاً للهيئة العامة للرقابة والاعتماد، وجناحا لعرض منتجات محلية ذات طابع صحي، وجناحا لعرض منتجات تراثية وحرف يدوية ذات طابع بدوي.
قال رئيس الوزراء المصري: إن السياحة الصحية هي من أهم الصناعات على مستوى العالم، إذ ترتبط بصحة وعافية الإنسان وتعزز رفاهيته، وتسعى مصر إلى تعزيز هذا القطاع الواعد، حيث يعد المؤتمر الدولي الثاني لتطبيقات السياحة الصحية المصرية فرصة للتحاور وتبادل الخبرات واستعراض الإنجازات.
وأشار إلى أهمية هذا القطاع الاقتصادي، حيث يفوق حجم سوق الرعاية الصحية الناتج المحلي الإجمالي لبعض الدول العملاقة مثل اليابان، أو ألمانيا، أو الهند، وأيضاً وفقا لجمعية السياحة العلاجية (MTA) يَعبُر ملايين البشر في العالم حدود بلدانهم الوطنية ويُسافرون إلى وِجهاتٍ أخرى لتلقي الرعاية الصحية.
وأكد مدبولي:
أن سوق السياحة العلاجية والاستشفائية يشهد نموًا كبيرًا في العقود الأخيرة، يعزز هذا النمو السفر العالمي للحصول على تجربة علاجية متميزة، وهي واحد من أكبر التحديات التي تواجه هذا النمو هو تزايد شيخوخة السكان في القرن الحادي والعشرين، حيث يتزايد الوزن النسبي للسكان في فئة العمر 65 عامًا وما فوق، وتزايد عددهم بشكل كبير. هذه الظاهرة، المعروفة أيضًا باسم "الشيب العالمي"، تؤدي إلى زيادة الطلب على الخدمات الصحية والرعاية التي لا يتم تلبيتها بشكل كافٍ، وتفتح أبوابًا للفرص الاقتصادية في مجال السياحة العلاجية والاستشفائية.
وتابع: وفقًا لتقديرات الهرم السكاني، من المتوقع أن يرتفع الوزن النسبي للسكان في فئة العمر 65 عامًا وما فوق من 10% في عام 2023 إلى 16.5% في عام 2050، ومن المتوقع أن يزداد عدد هؤلاء الأشخاص من حوالي 800 مليون نسمة إلى أكثر من 1.6 مليار نسمة خلال نفس الفترة.
أثرت هذه الزيادة من الفجوة في الخدمات الصحية غير الملباة وفتح فرصًا اقتصادية غير محدودة، هذا ما يجعل السياحة العلاجية والاستشفائية مجالًا خصبًا للاستثمار الأجنبي المباشر، وتساهم في تحسين الخدمات الصحية وتوفير تجربة علاجية ممتازة للمرضى.
تدرك الحكومة المصرية أهمية السياحة العلاجية والاستشفائية من الناحية الحياتية والاقتصادية، فتعمل على تطوير مواقع سياحية وصحية فريدة في مصر، تشمل هذه المواقع مدنًا سياحية وشواطئ على ساحل البحر الأحمر مثل شرم الشيخ والغردقة وسفاجا، والقصير على شاطيء البحر الأحمر، وأيضًا المدن الجديدة التي شرعت الدولة في إنشائها على ساحل البحر المتوسط؛ على رأسها مدينتا العلمين الجديدة ورأس الحكمة.
بالإضافة إلى العديد من المناطق السياحية الأخرى داخل مصر، إلى أن كل هذه المقاصد تشرع الدولة المصرية في تنميتها من خلال الشراكة مع القطاع الخاص ومع ذوي الخبرة، حيث إن هذه المدن والمقاصد تتمتعُ بموقع استراتيجي جذاب يؤهلها لأن تكون مقاصد سياحية عالمية لما تزخر به من مقومات الجذب السياحي، وكذا موطنًا للتقاعد بعد سنوات طويلة من العمل والاستمتاع بنمط حياة يمزج بين الراحة والأصالة، وأن تكون أيضاً واحدة من أفضل الوِجهات العالمية للسياحة بوجه عام والعلاجية والاستشفائية بوجه خاص.
مُنتجع بالمنطقة الاستثمارية بمركز الصف
بجانب ذلك، تم الاعلان عن إطلاق أول مُنتجع للسياحة العلاجية في مصر، وهو مُنتجع بالمنطقة الاستثمارية بمركز الصف بمحافظة الجيزة، على مساحة 40 فدانًا باستثمارات تجاوزت 1.5 مليار جنيه مصري، ومن المقرر أن يدمج خدمات الرعاية الصحية والضيافة في مكان واحد.
لا تزال مصر لديها عدة جهود مُبتكرة يُمكن تبنيها لتحويل مصر لوجهة عالمية لهذا النوع من السياحة، لتُصبح رافدًا أصيلًا لتعزيز مسارات النمو والتنمية الاقتصادية الشاملة تحقيقًا لرؤية مصر 2030؛ حيث يرتكز النظام البيئي للسياحة الطبية والصحية على عاملين.
الأول شبكة معقدة من الفاعلين المحليين والدوليين، الذين يعملون معًا في نسقٍ مُتناغم لضمان تطور هذه الصناعة واستدامتها، مما يخلق مجالًا رحبًا للتطوير والتجديد المستمر لتعزيز العمل المشترك فيما بينهم؛ ويأتي في مقدمة هؤلاء مقدمو الرعاية الصحية من مستشفيات وعيادات وأطباء محترفين، والوكالات السياحية، والهيئات التنظيمية المختصة بشئون السياحة والصحة ومنح تأشيرات الدخول، وشركات التأمين، والخدمات الداعمة، كما أن هؤلاء يُقومون على عدد كبير من الخدمات والأنظمة الداعمة.
في سياق آخر قال الدكتور مكرم رضوان، عضو لجنة الشؤون الصحية بمجلس النواب، إن إطلاق أول منتجع للسياحة العلاجية يستهدف تعزيز البنية التحتية وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة فضلا عن تعزيز التعاون الدولي.
وأكد أن هذه المبادرة تحمل أهمية كبيرة في تعزيز الناتج المحلي الإجمالي وتطوير القدرات الصحية في مصر، مشيرا الي أن الدولة تعمل على دعم المشروعات الكبيرة وتعزيز التعاون الدولي لتحقيق التقدم المستدام في مجال السياحة العلاجية.
وشدد عضو صحة النواب على ضرورة تحسين بنية الرعاية الصحية واستخدام أحدث التكنولوجيا والابتكارات في سياق تطوير السياحة العلاجية، وأشار إلى أن هذه الجهود ستساهم في تعزيز مكانة مصر كوجهة مرغوبة للمسافرين الباحثين عن الرعاية الصحية.
فوائد مصر الطبية والطبيعية
تشتهر مصر بمدنها ومياهها المعدنية والكبريتية، وتعتبر من بين الوجهات الرئيسية للسياحة العلاجية، بالإضافة إلى تربتها المميزة من رمال وطمى، تجعلها صالحة لعلاج العديد من الأمراض.
بالإضافة إلى العيون الكبريتية والمعدنية في مصر، التي تتمتع بتركيبة كيميائية فريدة تفوق في نسبتها جميع العيون الكبريتية والمعدنية في العالم.
توافر الطمى في برك هذه العيون يمنحها خصائص علاجية تشفي العديد من الأمراض، مثل أمراض العظام والجهاز الهضمي والجهاز التنفسي والأمراض الجلدية، ولذلك، يعد العلاج بالعيون الكبريتية والمعدنية في مصر واحدًا من الخيارات المفضلة للباحثين عن الرعاية الصحية.
فوائد البحر الأحمر للعلاج
كما تحتوي مياه البحر الأحمر في مصر على الموارد الطبيعية التي تساهم في الاستشفاء والعلاج، وبفضل محتواها الكيميائي ووجود الشعاب المرجانية، يمكن للمرضى المصابين بالصدفية الاستفادة من خصائصها العلاجية.
وبالإضافة إلى ذلك، تتوفر في مصر مناطق سياحية متعددة تتمتع بميزة السياحة العلاجية، مثل حلوان، عين الصيرة، العين السخنة، الغردقة، الفيوم، ومناطق أخرى.