بعد مجزرة دوار النابلسي..الولايات المتحدة والدول العربية تنفذ عمليات إنزال جوي للمساعدات الإنسانية في غزة
في إطار الجهود الدولية لتقديم المساعدة والإغاثة للمدنيين الفلسطينيين المتضررين من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وبعد حدوث مجزرة دوار النابلسي في غزة، وانتظار المدنين وصول المساعدات الإنسانية، انطلق وابل من الأعيرة النارية عليهم بمجرد التحرك اتجاه عربيات النقل الإنسانية.
اضطرت الولايات المتحدة الأمريكية والدول العربية تنفيذ عمليات إنزال جوي للمساعدات الإنسانية، وتأتي هذه العمليات كجزء من الجهود المستمرة لتوفير المساعدات الضرورية والمنقذة للحياة للسكان في غزة.
الولايات المتحدة الأمريكية
نفّذت القيادة المركزية الأمريكية والقوات الجوية الملكية الأردنية عملية إنزال جوي مشتركة للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، استخدمت العملية طائرات C-130 التابعة للقوات الجوية الأمريكية، والقوات الجوية الملكية الأردنية.
كانت هذه الطائرات محمّلة بحزم المساعدات والإمدادات الغذائية التي تعدت 38 ألف وجبة طعام، تم إسقاط هذه المساعدات على طول ساحل غزة، بهدف ضمان وصولها بسهولة إلى المدنيين المحتاجين.
تعكس عمليات الإنزال الجوي للمساعدات الإنسانية التي تقوم بها الولايات المتحدة والدول العربية التزامها بتوفير المساعدات الضرورية للمدنيين في غزة، وتأتي هذه العمليات كجزء من الجهود المستمرة لإيصال المزيد من المساعدات إلى المنطقة، سواء عن طريق الإنزال الجوي أو زيادة تدفق المساعدات عبر الممرات والطرق البرية.
الأردن
وقد أعلن الجيش الأردني عن تنفيذ عمليتين للإنزال على قطاع غزة تحمل معونات غذائية وإغاثية، وذلك بالتعاون مع المملكة البحرين وسلطنة عُمان، تأتي هذه الجهود في إطار الدعم والمساندة للأهل والأشقاء في غزة وتخفيف آثار الحرب الإسرائيلية الأخيرة، وتستمر القوات المسلحة الأردنية في إرسال المساعدات عبر جسر جوي وعمليات إنزال جوي لتلبية الاحتياجات الإنسانية والطبية في القطاع.
مصر والإمارات
وفي إطار التعاون الإقليمي، قامت طائرات النقل العسكري المصرية والإماراتية بعمليات إسقاط جوي لعشرات الأطنان من المساعدات والمواد الإغاثية العاجلة في شمال غزة، تشمل هذه المساعدات مواد غذائية والأدوية والمواد الأساسية لتلبية الاحتياجات الضرورية في المناطق التي تعاني من نقص المقومات الحياتية بسبب العمليات العسكرية.
تحديات ومخاطر المساعدات الإنسانية
على الرغم من الجهود المبذولة، قد تواجه هذه العمليات بعض التحديات والمخاطر المحتملة، قد تشمل ذلك التحديات الجوية مثل سوء الأحوال الجوية والرياح القوية التي يمكن أن تؤثر على عمليات الإنزال الجوي، كما يمكن أن تواجه العمليات تحديات أمنية نتيجة للوضع القائم في المنطقة، مما يتطلب اتخاذ تدابير أمنية صارمة لضمان سلامة المساعدات ومن يستقبلها.
مجزرة دوار النابلسي
كان الأمل ضئيلاً في قطاع غزة، حيث كان السكان يعيشون تحت الحصار والقصف المستمر، تجمع آلاف المواطنين في منطقة "الشيخ عجلين"، غرب مدينة غزة، بانتظار وصول شاحنات المساعدات الإنسانية، فالجميع كان يأمل في أن يجدوا القليل من الراحة والإغاثة من آلامهم اليومية.
ومع ذلك، بدلاً من الراحة، تفاجأ المواطنون بوجود دبابات وقوات الاحتلال تمركزت في الطريق الساحلي "هارون الرشيد"، وفجأة بدأت نيران الرشاشات تندلع بلا رحمة، تستهدف المحتشدين الآمنين، وسيطر الذعر والفوضى على المكان، وسرعان ما تحول الأمل إلى ألم وصدمة.
تشير التقارير الطبية إلى أن العديد من الضحايا والمصابين نقلوا على الفور إلى المستشفيات المحلية، لكن الأطباء والممرضات واجهوا صعوبات كبيرة في التعامل مع هذا العدد الهائل من المصابين الذين يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة، كانت الموارد الطبية والأدوية نادرة، وعدد الكوادر الطبية غير كافٍ لمعالجة هذا الكم الهائل من الجرحى والمصابين.
أكدت الأمم المتحدة أن قوات الاحتلال الإسرائيلي يمنعون وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان الذين يعانون ويحتاجون إلى المساعدة، هذا يجعل مهمة إيصال المساعدات إلى تلك المنطقة الحربية غير ممكنة.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي لقناة "الجزيرة" فى سياق تعليقه على مجزرة دوار النابلسي: إن الحادث الذي وقع شمال غزة خطير ونحن نبحث التقارير.
وتابع كيربي، إن حادث اليوم -دوار النابلسي- يؤكد أهمية توسيع تدفق المساعدات إلى غزة، مؤكدا أن الوضع الإنساني مترد في غزة حيث يحاول الأبرياء إطعام أسرهم.
بلجيكا
من جانبها، قالت نائبة رئيس الوزراء البلجيكي، بيترا دي سوتر، إنها تشعر بالفزع من مجزرة اليوم الخميس، التي راح ضحيتها أكثر من 100 فلسطيني في قطاع غزة.
وذكرت نائبة رئيس الوزراء البلجيكي، أن "قتل الأشخاص الذين اصطفوا للحصول على المساعدات انتهاك صارخ للقانون الدولي والتدابير المؤقتة لمحكمة العدل".
الاحتلال الإسرائيلي
وقال مصدر إسرائيلي لوكالة "رويترز"، الخميس، إن القوات الإسرائيلية "فتحت النار على عدة أشخاص"، كانوا ضمن حشد يحيط بشاحنات مساعدات في قطاع غزة "بعدما شعرت القوات بأنها مهددة".
وكان جيش الاحتلال قد نفى أنه فتح النار على الفلسطينيين الذين ينتظرون المساعدات. وقال بيان إن عشرات الأشخاص "أصيبوا نتيجة التدافع والدهس" أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات من الشاحنات. وأضاف أن الحادث "قيد المراجعة".
العراق
بينما أدانت وزارة الخارجية العراقية، ما وصفتها بـ"المجزرة" التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلية في دوار النابلسي بقطاع غزة.
وقالت الخارجية العراقية، في بيان: "ندين ونستنكر المجزرة التي ارتكبتها سلطة الاحتلال بحق المواطنين الذين كانوا ينتظرون وصول شاحنات المساعدات عند دوار النابلسي قرب شارع الرشيد بمدينة غزة، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا والمصابين".
وجددت بغداد مطالبتها "المجتمع الدولي باستخدام الوسائل الممكنة كافة لحماية الشعب الفلسطيني الذي يعاني من أزمة إنسانية خطرة".
وأشارت إلى أن "لجوء سلطة الاحتلال لسياسة الإبادة الجماعية وإصرارها على مواصلة عمليات القتل والتهجير مؤشر على تجاهل القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، مما يتطلب وقفة جادة لحماية الشعب الفلسطيني".
الرئاسة الفلسطينية
أدانت الرئاسة الفلسطينية، المجزرة البشعة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم، بحق المواطنين الذين كانوا ينتظرون وصول شاحنات المساعدات عند دوار النابلسي قرب شارع الرشيد بمدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد وإصابة المئات من أبناء شعبنا.
وقالت، "إن سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا المدنيين الأبرياء الذين يخاطرون من أجل لقمة العيش، يعتبر جزءًا لا يتجزأ من حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها حكومة الاحتلال ضد شعبنا، وتتحمل سلطات الاحتلال الإسرائيلية المسؤولية كاملة، والمحاسبة عليها أمام المحاكم الدولية".
وأكدت، أن هذه الجريمة تضاف إلى سلسلة المجازر التي ارتكبها الاحتلال بحق أبناء شعبنا منذ بداية العدوان الأخير على شعبنا، والذي خلّف الآلاف من الشهداء والجرحى، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، مشددة على أن الصمت الدولي هو الذي شجع الاحتلال على التمادي في سفك الدم الفلسطيني والقيام بجرائم إبادة غير مسبوقة في التاريخ الحديث.
الرئيس الكولومبي
قال الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو، اليوم: إن قتل رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو لأكثر من 100 فلسطيني أثناء طلبهم للطعام، يسمى إبادة جماعية ويذكرنا بالهولوكوست.
وتابع الرئيس الكولومبي فى سياق تعليقه على مجزرة دوار النابلسى بشارع الرشيد: يجب على العالم إيقاف نتنياهو بالاعتراف بالإبادة الجماعية الجارية في غزة.
الإذاعة الجزائرية
قالت الإذاعة الجزائرية، اليوم الخميس، إن الجزائر طلبت عقد اجتماع عاجل مغلق لمجلس الأمن الدولي بخصوص آخر التطورات في قطاع غزة.
وذكرت الإذاعة الجزائرية، أن الاجتماع سيعقد مساء اليوم، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
ارتفعت حصيلة مجزرة شارع الرشيد "دوار النابلسي" التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي، اليوم الخميس، بحق المدنيين في غزة، إلى 112 شهيدا ونحو 760 مصابا، وفقا للسلطات الصحية في غزة.
وقال أشرف القدر، المتحدث باسم وزارة الصحة بالقطاع، إن جثامين 8 شهداء وصلت إلى مجمع الشفاء الطبي بعد انتشالهم من منطقة دوار النابلسي على شارع الرشيد.
ووفق شهادات المواطنين، لازال عدد من الضحايا لم يتم انتشالهم من محيط دوار النابلسي.
وكان الجيش الإسرائيلي قد فتح نيران دباباته ومسيراته على تجمعات للمواطنين الفلسطينيين في شارع الرشيد، كانو يتجمعون هناك انتظارا لتسلم المساعدات الغذائية.