”شنن” خامس مشايخ الأزهر الشريف.. قطب المالكية غزير العلم
"شنن" خامس مشايخ الأزهر الشريف.. قطب المالكية غزير العلم
يعد الشيخ محمد شنن هو واحد من أبرز مشايخ الأزهر الشريف، والمعروفين بتميزهم في العلوم الشرعية والفقهية والدعوية، وهو خامس المشايخ الذين تولوا المنصب الرفيع.
وُلد الشيخ محمد شنن في في قرية الجدية التابعة لمركز رشيد بمديرية البحيرة عام 1056، ونشأ في بيئة علمية ودينية تقليدية. تلقى تعليمه الأولي في الجامع الأزهر وأظهر اهتماما مبكرا بالعلوم الشرعية.
وكان الشيخ محمد شنن على المذهب المالكي، وعلى عقيدة أهل السنة، وتميز بثرائه الكبير وهو أمر لم يشغله عن تحصيل العلم
وقبل تولي "شنن" مشيخة الأزهر حدث واقعة فريدة بنفيه إلى قريته "الجدية" بعد الصراع الكبير الذي حدث بينه وبين الشيخ عبد الباقي القليني رابع مشايخ الأزهر، والشيخ أحمد النفراوي، والثلاثة هم أقطاب ذلك العصر وجميعهم على المذهب المالكي.
كان الشيخ "شنن" مؤيدا للشيخ "النفراوي" وحينما تولى "القليني" مشيخة الأزهر، تدخل ولاة الأمر وصدرت الأوامر بنفي الشيخ شنن إلى قريته، بالإضافة إلى تحديد إقامة الشيخ النفراوي في بيته وعندما توفى الشيخ أحمد النفراوي أثناء مشيخة الشيخ عبد الباقي القليني، قام شيوخ الأزهر بالإجماع باختيار الشيخ محمد شنن شيخا للازهر.
وتميز الشيخ محمد شنن بمعرفته الواسعة في العلوم الإسلامية وخاصة في الفقه والتفسير والحديث النبوي، وشكّل تعليمه ودراسته العميقة في الدين الإسلامي أساسًا قويًا لتأثيره ونشاطه في الدعوة إلى الإسلام وتعليمه.
تولى الشيخ محمد شنن مسؤوليات عدة في الأزهر الشريف، بما في ذلك تدريس العلوم الشرعية في مختلف مراحل التعليم وكذلك الإشراف على العديد من البرامج الدعوية والتربوية.
وقد قدّم الشيخ محاضرات وخطب دينية في مختلف أنحاء العالم، حيث كان له تأثير كبير في الجماهير من خلال تبسيط الأمور الدينية وتوضيحها بشكل مفهوم للجميع.
خلال تولي "شنن" منصب شيخ الأزهر، رمم الجامع الذي أصابه التصدع
واعتمد السلطان العثماني أحمد الثالث ـ بناء على طلب الشيخ شنن ـ خمسين كيسا ديوانيا من أموال الخزانة للإنفاق على ذلك الترميم، كما قال الجبرتى عن هذه الواقعة.
بجانب عمله الدعوي والتعليمي، اشتهر الشيخ محمد شنن بحرصه على تعزيز الوسطية والاعتدال في الدين الإسلامي، ودعوته إلى التسامح والتعايش السلمي بين الناس من مختلف الطوائف والثقافات.
ويعتبر الشيخ محمد شنن مرجعًا مهمًا للعديد من الناس، سواء كانوا طلابًا يبحثون عن المعرفة الدينية أو مؤمنين يبحثون عن الإرشاد الديني.
تاريخه وعمله يظلّان محفورين في ذاكرة الأزهر الشريف والمجتمع الإسلامي عمومًا كمنارة للعلم والتقوى والسلام.
وتوفي الشيخ محمد شنن خامس مشايخ الأزهر الشريف في عام 1720.