رمضان في غانا.. طقوس مميزة للصيام والافطار
تحرص الشعوب الإسلامية على اتباع طقوس مميزة ومختلفة في شهر رمضان المعظم، الذي ينتظره المسلمين في كل مكان لما له من مكانة وأهمية كبيرة في قلوبهم.
وبحسب إحصاء السكان في عام 2002 فإن عدد المسلمين في غانا، يبلغ 27% من إجمالي عدد السكان البالغ 27 مليون نسمة، وأغلبيتهم يتبعون المذهب المالكي، ومع الحكم العسكري عام 1989، أعلن عيدي الفطر والأضحى كعيدين رسميين وشكلت هيئة للحج، والمسيحية هي الديانة الأكثر انتشارا 69%، ثم الإسلام، والبقية تتوزع على ديانات محلية.
وكان للتجار العرب الفضل في وصول الإسلام إلى غانا خلال القرن الـ14 الميلادي، حيث تتميز بموقع هام يطل على المحيط الاطلسي، وكانوا يرسون على شواطئ البلد الواقع في غرب أفريقيا، ومن معاملاتهم الحسنة اعتنق قطاع من أهلها الدين الحنيف، خاصة قبائل "الماندي".
ومن طقوس شهر رمضان في غانا، هو طواف قارعو الطبول في الشوارع والتجمعات السكنية، وهم يعزفون ويغنون لإيقاظ الجميع لتناول وجبة السحور قبل أذان الفجر، والتي يفضل أن يكون حساء "تو زافي"، المصنوع من دقيق الذرة.
وتمتلئ المساجد قبل موعد الإفطار حيث يجتمع السكان لتلاوة القرآن ويصطحبون معهم الفاكهة والماء لتوزيعها على المصلي، ويستمر هذا يوميا، ومن الأكلات ذائعة الصيت في غانا خلال شهر رمضان، الأرز والبطاطا والكينكي، وأنواع متنوعة من الأسماك، لانخفاض اسعارها لقربهم من ساحل الأطلسي.
وعقب صلاة العشاء يجتمع أكبر أفراد الأسرة مع الأحفاد والأبناء يروون قصصًا دينية، وأخرى عن تاريخ القبائل وأصل أجدادهم والمعارك القديمة التي شاركوا بها.
وتتجلى طقوس شهر رمضان في غانا في أداء الصيام والعبادة بانتظام وتفانٍ يتجمع المسلمون في المساجد لأداء الصلوات الخمس والقراءة من القرآن الكريم، ويحرصون على إحياء ليالي القدر بالدعاء والطاعات.
وتعزز طقوس شهر رمضان في غانا روح التضامن والتكافل الاجتماعي بين المسلمين. يتبادلون الهدايا والزيارات، ويقدمون الصدقات والزكاة للفقراء والمحتاجين، ويسعون جاهدين لتخفيف معاناة الآخرين خلال هذا الشهر المبارك.
وتظهر طقوس شهر رمضان في غانا بالتفاني والتعبير عن الدين والتضامن الاجتماعي. يعتبر هذا الشهر فرصة لتعزيز الروابط الاجتماعية وتعميق العلاقة مع الله وتحقيق النجاح الروحي والمعنوي.