الرئيس الـ 66 للجمعية العامة للأمم المتحدة يشيد بجهود الوساطة القطرية إقليميا ودوليا
انطلقت اليوم فعاليات منتدى باكو العالمي الحادي عشر تحت شعار "توحيد العالم الممزق" بالعاصمة الأذربيجانية باكو، بمشاركة عدد من رؤساء الدول والحكومات الحاليين والسابقين، وعدد من رؤساء الجمعية العامة للأمم المتحدة ووزراء خارجية وشخصيات دولية، وكذلك ممثلين عن منظمات دولية، وأكثر من 350 ضيفا من نحو 70 دولة.
وخلال جلسة حوارية ركزت على موضوع المنتدى، نوه ناصر بن عبد العزيز النصر الرئيس السادس والستون للجمعية العامة للأمم المتحدة بنجاح جهود الوساطة القطرية على المستويين الإقليمي والدولي، وقال: "بالإضافة إلى جهود الوساطة الحالية في أزمة غزة، قامت قطر بالوساطة في ما يقرب من 10 ملفات إقليمية ودولية في أقل من 8 سنوات (2008 - 2016)، مستثمرة جهودها الدبلوماسية والسياسية على المستويين الإقليمي والدولي في الوساطة بين الفصائل والكيانات والدول، بناء على طلب الأطراف المعنية، ودون التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين، بهدف تحقيق تقارب وجهات النظر وإيجاد حلول مستدامة للصراعات والخلافات".
وعدد نجاحات الوساطة القطرية ودورها المهم في التوصل إلى اتفاق الدوحة للسلام في دارفور، وإطلاق سراح أسرى الحرب الجيبوتيين في إريتريا، وإطلاق سراح الرهائن في سوريا، وإنهاء الفراغ الرئاسي في لبنان. وبالإضافة إلى ذلك، تواصل قطر العمل على تحقيق المصالحة بين الفلسطينيين.
وأشار إلى أن العالم اليوم يعيش حالة من الفوضى الشاملة في النظام العالمي، والانقسامات الجيوسياسية تتسع على نطاق أوسع.
وقال: "إن الصراعات القديمة تتصاعد من جديد، وتندلع صراعات جديدة في كل مكان، وعدم المساواة وكراهية الآخر والتمييز تؤدي إلى تقسيم مجتمعاتنا".
ولفت إلى أن عدم فعالية النظام المالي، وتدهور كوكب الأرض يهددان الأرواح وسبل العيش، مشيرا في هذا الصدد إلى الحربين في أوكرانيا والشرق الأوسط، والخسائر في الأرواح البشرية والدمار الذي لا تزال تسببه، تظهر بوضوح فشل الأمم المتحدة وعجزها.
وأضاف النصر: "باعتباري متفائلا، أعتقد أن التحديات تجلب أيضا الفرص والأمل في التغيير. وأدرك أيضا أن السلام خيار صعب. يتطلب الأمر الكثير من الشجاعة والمرونة والقيادة لاختيار السلام على الحرب"، مشددا على أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي المستمر والوضع الإنساني الخطير في غزة يدل بوضوح على غياب القيم الأخلاقية."
ودعا إلى البحث عن طرق جديدة لحل المشكلات العالمية القائمة، وقال في هذا الصدد: "بالنظر إلى التحديات العالمية التي نواجهها اليوم، أجرؤ على القول إن النماذج القديمة للأمم المتحدة لا توفر حلولا تتناسب مع تعقيد هذه التحديات. وعلينا أن نغير الطريقة التي نؤدي بها أعمالنا. وينبغي للمجتمع الدولي أن يظهر الشجاعة والحكمة والمثابرة في البحث عن حلول خلاقة وذات رؤية".
ونوه بضرورة العمل الجماعي والتعلم من دروس الماضي، واختيار السلام وحقوق الإنسان والديمقراطية في مواجهة القلة التي تختار القوة والوحشية.
وجدد ناصر بن عبد العزيز النصر الرئيس السادس والستون للجمعية العامة للأمم المتحدة الدعوة لإصلاح الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وتحسين الحوكمة العالمية، وقال: "إذا كان علي أن أوصي بطرق لإصلاح عالمنا الممزق، فسأعود إلى الوقت الذي كنت فيه رئيسا للدورة السادسة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة في الفترة من سبتمبر 2011 إلى سبتمبر 2012، واخترت الموضوع: دور الوساطة في تسوية المنازعات بالوسائل السلمية، وفي هذا السياق، يعد إصلاح الأمم المتحدة عنصرا أساسيا آخر. إن الأمم المتحدة مبنية على أسس قوية. لكن هذه المؤسسة صممت في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية؛ أصبح عالمنا اليوم أكثر ترابطا وتعقيدا وسرعة، ومجلس الأمن يحتاج إلى إصلاح جدي لتكوينه وأساليب عمله".
ولفت إلى حتمية التغيير في دورة الحياة، ليظل ملائما ومشروعا، مؤكدا أن معالجة الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية، تحتاج إلى تحسين الحوكمة العالمية وإيجاد طرائق تمويل مبتكرة لجعل الأطر المالية العالمية أكثر شمولا وإنصافا وعدالة، حتى تتمكن من دعم الحكومات في تحديد أولويات الإنفاق الاجتماعي والتنمية المستدامة والعمل المناخي، من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وحقوق الإنسان مذكرا بضرورة استعادة الإنسانية، وإعادة ضبط القيم الأخلاقية، وإظهار القيادة.