”خاير بك”: مسجد بلا صلاة.. حكاية خيانة وقسوة تخلد في ذاكرة التاريخ
عرفت القاهرة علي مر العصور بمدينة الألف مئذنة نظرا لكثرة المساجد والجوامع بها والتي تحكي جدرانها الآف القصص والروايات.
وفي شارع باب الوزير بمنطقة الدرب الأحمر يقع مسجد خاير بك الذي لم تقم فيه صلاة واحدة او يرفع به أذان منذ أكثر من 5 قرون بسبب خطأ معماري في التصميم الخاص بالقبلة .
كان خاير بك أحد كبار المماليك الجراكسة في مصر، وعينه السلطان قنصوه الغوري، نائباً على حلب، بهدف إبعاده عن الحكم في القاهرة.
شغل خاير بك منصب قائد جيوش المماليك، لكنه تواصل مع العثمانيين، ومهد لدخولهم مصر، وعاونهم على الإمساك بالسلطان طومان باي وإعدامه علي باب زويله، وكان الثمن تعيينه حاكماً لمصر.
كره المصريون خاير بك كحاكم كرها شديدا بسبب قسوته وعنفه مع الشعب وسوء أحوال البلاد في عهده ،كما انتشر في عهده القتل والذي طال الأطفال بلا رحمة او شفقة حيث اخترع طريقة للقتل تسمي "شك الباذنجان" وكانت عبارة عن إدخال الرمح بين الضلوع.
الامر تغير تماما بعد أن مرض خاير وأصيب بالشلل التام وثلاث أمراض أخري حتي أن الأطباء احتاروا في علاجه.
وظن الوالي أن انفاقه للمال سيشفيه فكان يتصدق علي الأطفال في الكتاتيب وأفرج عن كل من سجنهم ظلما ووزع الحبوب والغلال علي الفقراء.
وبني مسجدا ومدرسة يحملا اسمه ولكن المعماري الذي بني المسجد أخطأء في اتجاه القبلة لذلك رفض المصريون الصلاة بالمسجد لهذا السبب بجانب كرههم الشديد للوالي الخائن.
وبني مسجد خاير بك عام 908 هجريا -1502 ميلاديا ويعد المسجد تحفة معمارية ذات طراز فريد ،تكون المنظر الخارجي للمسجد من القبة الجميلة المحلى سطحها بزخارف نباتية، والمنارة التي فقدت قمتها في وقت غير معروف والمدخل المعقود الذي تغطيه طاقية مقرنصة الأركان، ثم السبيل الواقع في الطرف الشمالي من الوجهة، وكلها تكون مجموعة متناسقة امتازت بعدم بنائها على خط واحد مما زاد في جمال تكوينها.