كيف تفوق بوتين على ستالين في الانتخابات الرئاسية الروسية ؟
تمكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من تحقيق فوز ساحق في الانتخابات الرئاسية الروسية، وأكدت رئيسة اللجنة الانتخابية إيلا بامفيلوفا أن بوتين نال حوالى 76 مليون صوت، ما يمثل 87,29% بعد فرز 99,76% من الأصوات، حسبما أفادت وكالة الأنباء الفرنسية.
ويأتي فوز بوتين بالانتخابات الرئاسية الروسية في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية التي اندلعت في فبراير من العام قبل الماضي 2022 والتي راح ضحيتها مئات الآلاف من الجانبين في ظل الدعم الغربي الغير مسبوق لأوكرانيا.
ولم يحقق بوتين الفوز على منافسيه فقط في الانتخابات الرئاسية، وإنما تخطى الزعيم السوفييتي الراحل جوزيف ستالين في عدد سنوات حكم البلاد.
وأصبح بوتين هو أطول الرؤساء جلوسا على عرش روسيا منذ أكثر من 200 عام، فعلى مدار نحو ربع قرن، حكم ستالين الاتحاد السوفييتي بقبضة من حديد إلى أن توفي في 1953.
وصعد بوتين إلى السلطة لأول مرة في عام 1999 ليخلف بوريس يلتسن في رئاسة روسيا، وكان آنذاك رئيسا للمخابرات الروسية "كي جي بي"
وبعد اندلاع الحرب الأوكرانية نشرت مجلة فورين أفيرز الأمريكية، تقريرا في نوفمبر 2022 حول التشابه بين بوتين وستالين، أوضحت فيه أن "جوانب الشبه بين الشخصيتين لا تقتصر على حقيقة أن استخدام القبضة الحديدية التي انتهجها ستالين، في حكم الاتحاد السوفييتي السابق، أصبحت هي النموذج الذي يتبعه قصر الكرملين اليوم في إدارة شؤون روسيا".
وأشار تقرير فورين أفيرز إلى أن "بوتين نفسه أصبح يشبه إلى حد كبير ستالين في سنينه الأخيرة، عندما كان هذا الزعيم السوفياتي في أوج حالاته من القسوة وجنون العظمة"، مضيفا "في نهاية الحرب العالمية الثانية، كان ستالين قد تجاوز 20 عاما في الحكم ومنذ ذلك الحين -وحتى وفاته عام 1953- انتقل بنظامه إلى مراحل جديدة من الاستبداد الشديد اتسمت بعدم تحمله آراء الآخرين، والشك على الدوام بالمقربين منه، والتباهي، والوحشية الوقحة حقا، والأفكار الوسواسية المضللة".
وقال تقرير المجلة الأمريكية، إن "أوجه التشابه بين بوتين وستالين، تبدأ بأسلوبهما ونموذجهما في القيادة فبالنسبة لبوتين -كما كان حال ستالين- فإن عملية صنع القرار تنحصر في شخص واحد فقط. ولا يملك مساعدوه ومستشاروه أي قدرة تقريبا في التأثير عليه أو اقتراح إجراءات بديلة".
وأضاف التقرير أن بوتين تعلم من ستالين كيفية التعامل مع نظامه، فكثيرا ما كان ستالين مرتابا من دائرته الداخلية، وكثيرا ما كان يطلق العنان لغضبه على شركائه المقربين.
ملايين القتلى في عهد ستالين
وشارك جوزيف ستالين في الحرب العالمية الثانية التي استمرت من 1939 إلى 1945 وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية في تقرير لها منتصف عام 2020 أن ستالين ذكر أن سبعة ملايين سوفيتي قتلوا خلال "الحرب الوطنية الكبرى" أو الحرب العالمية الثانية، كما كان يسمي النزاع بين الاتحاد السوفيتي والنازيين.
وبعد رحيل ستالين، بعد موته، أعلن عن حصيلة أكبر بثلاثة أضعاف بلغت 20 مليون قتيل، واعتبر خليفته نيكيتا خروتشيف أن عدم أهلية ستالين سببا لهذه الخسائر الهائلة وأدى فتح الوثائق في عهد الزعيم السوفيتي الأخير ميخائيل جورباتشيف إلى مراجعة جديدة وتم الحديث عن 26,6 مليون قتيل من بينهم 12 مليون جندي و14,6 مليون مدني.
حروب بوتين
وبدأ فلاديمير رئاسته الأولى لروسيا عام 1999 على وقع حربين رئيسيتين في إقليمي داغستان والشيشان الانفصاليين التابعين لروسيا الاتحادية في أقصى جنوب غربي البلاد.
وبعد تولي دميتري ميديفيديف رئاسة روسيا في 2008 جلس بوتين على كرسي رئيس الوزراء، وخلت روسيا حرب أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، وهما إقليمان انفصاليان في جورجيا، وتدخلت فيهما القوات الروسية على الفور للمساعدة في إعلانهما جمهوريتين مستقلتين تدوران في فلك روسيا. وفي أغسطس 2008، امتدت الحرب من أوسيتيا الجنوبية إلى أبخازيا، حيث قامت القوات المتمردة الانفصالية بالتعاون مع الطيران الحربي الروسي بشن هجوم على جميع القوات الجورجية.
وقتل خلال هذه الخرب ما يقرب من 15 ألف شخص.
وبعد خمس سنوات من حرب جورجيا، شن بوتين حربا على شبه جزيرة القرم وسيطر عليها في عام 2014 بعدما أطاح المواطنون الأوكرانيون حكم الرئيس فيكتور يانوكوفيتش، الذي كان يعد حليف بوتين في كييف.
بينما تعتبر الحرب الأوكرانية، هي أبرز الصراعات التي دخلها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتي قتل خلالها ما يقرب من نصف مليون عسكري ومدني إلى الآن مع دخولها العام الثالث.