غزوة بدر الكبرى: دروس تاريخية للنجاح والتقدم في العصر الحديث
تعد غزوة بدر الكبرى من أبرز المعارك التي خاضها المسلمون في تاريخهم، وتحظى بمكانة عظيمة في التراث الإسلامي، ألقى الدكتور شوقي علَّام، مفتي الجمهورية، الضوء على أهمية وقيمة هذه المعركة ودروسها التي يمكن أن تستفاد منها في العصر الحديث.
تجسد غزوة بدر الكبرى مفهومًا عظيمًا للعدالة والحق والباطل، وبحسب الدكتور علام، إن هذه المعركة هي معركة الفرقان التي فرق الله بها بين الحق والباطل، وتمثل مثالًا رائعًا على التعاليم النبيلة التي يتضمنها الإسلام فيما يتعلق بالسلم والحرب، وتعد تشريعات الإسلام وأحكامه ومقاصده في السلم والحرب متقدمة وأرقى من المعايير التي تتبعها النظم الإنسانية الحديثة في معالجة قضايا العلاقات الدولية.
واكد شوقي علام، ان معركة بدر الكبرى تحمل العديد من العبر والدروس التي يمكن أن تفيدنا في الوقت الحاضر، فعندما يحسن المسلم الظن بالله ويبذل الجهد اللازم ويعتمد على الله ويظل صابرًا في وجه الصعاب، يهيئ الله له الأسباب التي لا يمكن له أن يتخيلها لتحقيق النصر والفوز، حتى وإن كان ضعيفًا ومحرومًا في الحياة.
وشدد مفتي الجمهورية على أهمية المعالم البارزة في معركة بدر الكبرى، مثل الاستنفاد الكامل للخيارات السلمية قبل اللجوء إلى الحرب، والتشاور والشورى بين القادة والجنود، وأهمية الحوار والنقاش المتحضر في فهم أسباب الصراع ودوافعه.
كما لقي الضوء على التخطيط المدروس والرصد والاستطلاع لاكتشاف خطط العدو، مشيرا ان جميع هذه العناصر تحمل دروسًا قيِّمة يمكن أن تكون نقطة انطلاق للأمة في تحقيق الاستقرار والتقدم في العصر الحديث، وفي تعزيز التكامل مع العالم والإنسانية.