اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون مدير التحرير التنفيذي محمد سلامة
مرصد الأزهر يكشف ما يعول عليه تنظيم د.ا.عش مستقبلا «الأوقاف المصرية» تضع خطة شاملة لتطوير الدعوة ومواجهة التطرف في شمال سيناء كيف نميز بين وسوسة الشيطان ودعوة النفس؟.. الدكتور علي جمعة يوضح مفتي الديار المصرية: تجديد الخطاب الديني هدفه استيعاب الواقع المتجدد برؤية حكيمة مدير الجامع الأزهر: الإسلام يدعو إلى الأمن والأمان والتمسك بالأحكام لتحقيق سعادة البشرية مفتي الديار المصرية لوفد برنامج الأغذية العالمي: مستعدون للتعاون في كل ما ينفع البشرية أمين ”البحوث الإسلامية”: الشريعة حرصت على البناء المثالي للأسرة بأسس اجتماعية سليمة بالقرآن والسنة.. الدكتور علي جمعة يكشف حكم زواج المسلمة من غير المسلم أمين مساعد البحوث الإسلامية: التدين ليس عبادة بالمساجد بل إصلاح وعمارة الكون الأوقاف المصرية: إيفاد سبعة أئمة إلى “تنزانيا والسنغال والبرازيل” «الإسلام وعصمة الدماء».. الجامع الأزهر يحذر من استباحة دماء المسلمين الأوقاف المصرية تعلن موضوع خطبة الجمعة القادمة.. ”أَنْتَ عِنْدَ اللهِ غَالٍ”

الشيخ الحادي والعشرين للأزهر الشريف.. الإمام المهدي العباسي

الشيخ الحادي والعشرين للأزهر الشريف الإمام المهدي العباسي
الشيخ الحادي والعشرين للأزهر الشريف الإمام المهدي العباسي

يتفرد الشيخ محمد المهدي العباسي الشيخ الحادي والعشرين للأزهر الشريف، بأنه أول من جمع بين هذا المنصب إلى جانب توليه منصب مفتي الديار المصرية.

وتعود نشأن الشيخ الحادي والعشرين للأزهر الشريف إلى محافظة الإسكندرية وهو أول من تولى مشيخة الأزهر على المذهب الحنفي، وولد في عام 1827 وتوفى في ديسمبر 1897 عن عمر 71 عامًا.
وينحدر الشيخ من عائلة عريقة حيث كان أبيه عالماً حنفياً، تولى الفتوى في مصر لفترة معينة، وجده الشيخ محمد المهدي العباسي الكبير الذي كان من كبار العلماء، وترشح لمشيخة الأزهر بعد الشيخ الشرقاوي ولكن محمد علي رفضه وسلك الشيخ محمد المهدي شيخ الأزهر طريق العلم منذ صغره، وحفظ القرآن الكريم ومتون الفقه والحديث والنحو، والتحق بالأزهر الشريف ليدرس علوم الأزهر المقررة حينئذ مثل: التفسير، والحديث، والتوحيد، والتصوف، والفقه، وأصول الفقه، وعلم الكلام، والنحو، والصرف، والعروض، والمعاني والبيان، والبديع والأدب، والتاريخ، والسيرة النبوية، وأيضًا درس علوم المنطق، والوضع والميقات، على أيدي كبار علماء عصره.

وتولى الإمام العباسي منصب مفتي الديار المصرية في عمر 21 عاما بقرار من إبراهيم باشا بن محمد علي والي مصر، في منتصف ذي القعدة (1264 هـ - 1847 م) خلفًا للشيخ أحمد التميمي المفتي السابق ليتولى أعباء الفتوى رغم صغر سنه مع أنه كان يتمتع بذكاء حاد واجتهاد واضح في تحصيل العلم، بل إنه حين استدعي لتولي هذا المنصب كان في حلقه الشيخ السقا يتلقى منه العلم.
وأرجع المؤرخون قرار توليه الإفتاء رغم سنه الصغير إلى أن إبراهيم باشا كان في زيارة إلى عاصمة الخلافة العثمانية ليتسلم من السلطان مرسوم ولايته على مصر، وتقابل هناك مع شيخ الإسلام عارف بك، فأوصاه خيرًا بذرية الشيخ محمد المهدي الكبير، وأن يولي منهم من يصلح لمنصب أبيه، فاستجاب إبراهيم باشا لوصية شيخ الإسلام وحرص على استرضائه، فعزل المفتي القديم، وأقام محمد المهدي في منصبه، ولم يكون قد تجاوز مرحلة طلب العلم.
وحلًّا لهذا المعضلة عُقد للمفتي الجديد مجلس بالقلعة حضره مصطفى العروسي شيخ الجامع الأزهر وكبار العلماء، واتفقوا على تعيين أمين للفتوى يقوم بشئونها حتى يتأهل صاحبها، ويباشرها بنفسه.
تتلمذ الشيخ الشيخ الحادي والعشرين للأزهر الشريف على يد أشهر علماء عصره وعلى رأسهم الشيخ إبراهيم السقا الشافعي والشيخ خليل الرشيد الحنفي، والشيخ البلتاني وغيرهم.
وفي عهد الخديوي إسماعيل تولى محمد المهدي الأزهر سنة (1287 هـ - 1870 م) خلفًا للشيخ مصطفى العروسي، مع احتفاظه بمنصب الإفتاء، فكان أول من جمع بين المنصبين وأول حنفي يتولى مشيخة الأزهر، وكان عادة يتولى المشيخة العلماء من أصحاب المذهب الشافعي، وهو يعد أصغر من تولى المشيخة منذ أنشائها حتى عهده.

واستقال الشيخ من مشيخة الأزهر في30 من نوفمبر 1886 م وظل الشيخ محل تقدير وإجلال ومصدرًا للفتوى بين الناس لما عرف عنه من تقوى وصلاح، وكرمته دولة الخلافة العثمانية، فمنحه الباب العالي كسوة التشريف من الدوحة الأولى، والوسام العثماني الأول سنة (1310 هـ- 1892 م).
وأعيد إلى الإفتاء قبيل وفاته فبقي به إلى وفاته، وأصيب في آخر أيامه بفالج "الشلل" وهو يتوضأ لصلاة الجمعة، ثم تعافى قليلاً وصار يخرج في عربته التي يجرها حصان للتنزه بعباءة بيضاء من الصوف، وأشير عليه بالإقامة بحلوان لجفافها، فانتقل إليها وأقام بها برهة لم يستفد فيها شيئاً، فعاد لداره بالقاهرة، وتوفي في الساعة الخامسة من ليلة الأربعاء 13 رجب سنة 1315 عن 72عام، بعد أن لازمه المرض نحو أربع سنوات، وصلي عليه ودفن بمقابر المجاورين في زاوية الحفني جنب أبيه وجده.