اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون مدير التحرير التنفيذي محمد سلامة
مرصد الأزهر يكشف ما يعول عليه تنظيم د.ا.عش مستقبلا «الأوقاف المصرية» تضع خطة شاملة لتطوير الدعوة ومواجهة التطرف في شمال سيناء كيف نميز بين وسوسة الشيطان ودعوة النفس؟.. الدكتور علي جمعة يوضح مفتي الديار المصرية: تجديد الخطاب الديني هدفه استيعاب الواقع المتجدد برؤية حكيمة مدير الجامع الأزهر: الإسلام يدعو إلى الأمن والأمان والتمسك بالأحكام لتحقيق سعادة البشرية مفتي الديار المصرية لوفد برنامج الأغذية العالمي: مستعدون للتعاون في كل ما ينفع البشرية أمين ”البحوث الإسلامية”: الشريعة حرصت على البناء المثالي للأسرة بأسس اجتماعية سليمة بالقرآن والسنة.. الدكتور علي جمعة يكشف حكم زواج المسلمة من غير المسلم أمين مساعد البحوث الإسلامية: التدين ليس عبادة بالمساجد بل إصلاح وعمارة الكون الأوقاف المصرية: إيفاد سبعة أئمة إلى “تنزانيا والسنغال والبرازيل” «الإسلام وعصمة الدماء».. الجامع الأزهر يحذر من استباحة دماء المسلمين الأوقاف المصرية تعلن موضوع خطبة الجمعة القادمة.. ”أَنْتَ عِنْدَ اللهِ غَالٍ”

كذبة إبريل.. ما هو أصل الكلمة ورأى الإفتاء المصرية في هذا اليوم

ينتشر في كل عام كلمة "كذبة أبريل" على ألسنة الناس، حيث يحتفلون بها ويقومون بالمزاح والضحك على بعضهم البعض، لكن الكثير لا يعلم ماهو سبب تسميه الشهر بهذا الاسم وهل ترتبط بحادث مأساوي للمسلمين؟

في السطور التالية سنعرض سبب تسميته الشهر بذلك الاسم ورأي دار الإفتاء المصرية في هذا اليوم؟

تعود القصة إلى فترة سقوط الأندلس، حيث خرج الأوروبيون في تلك الفترة ينادون الناس بأن من يرغب في النجاة بحياته وعائلته وثرواته، عليه أن يتوجه إلى الشاطئ فورًا، حيث تم تعبئة سفن ضخمة قادمة من الشرق لاستيعاب المسلمين المتبقين، وبالفعل تصدق العديد من المسلمين هذه الدعوة وتوجهوا جميعًا إلى الشاطئ، غير عابئين بحقيقة ما ينتظرهم.

لكن ما لم يعلمه المسلمون هو أن جيشًا كبيرًا كان في انتظارهم عند الشاطئ، وقد احتلوا جميع المداخل والمخارج. بدأت الخديعة الفظيعة حينها، حيث تمت محاصرة المسلمين من جميع الجهات، ولم يكن لديهم خيار سوى القتال أو الموت. السيوف ترتعد في أعناق المسلمين، والنساء والرجال والأطفال والشيوخ تم ذبحهم بوحشية. كانت مياه البحر تتلون بلون الدماء، والأموال المسروقة تنقلب حقائب وجيوب المسلمين.

وبعد أن تم سلب مصيرهم وحياتهم في الأول من إبريل، أطلقوا على هذه الخديعة اسم "كذبة أبريل"، بالفرنسية "poisson d'avril"، ويرجع سبب هذا الاسم إلى أن الأوروبيين كذبوا على المسلمين بطريقة بشعة، حيث اصطادوهم كما يصطاد السمك.

فيما جاء في روايات اخري، ان اصل قصة كذبة إبريل يعود إلى الماضي البعيد، حيث تقول بعض الآراء أنها نشأت في فرنسا وانتشرت فيما بعد إلى بقية البلدان، وفي فرنسا، يُطلق على الشخص المصدّق للشائعات اسم "السمكة"، في حين تسمى في اسكتلندا "نكتة أبريل".

وهناك من يربط بين هذه العادة وبين عيد هولي المشهور في الهند، حيث يقوم الهندوس في هذا اليوم بنشر الأكاذيب والخدع البريئة كجزء من الاحتفالات، ولا يُكشف عن الحقيقة إلا في المساء.

هناك نظرية أخري تربط بين كذبة إبريل والقرون الوسطى، حيث كان شهر أبريل في تلك الفترة يعتبر وقتًا للشفاعة للمجانين وضعاف العقول، ففي أول أبريل، كان يتم إطلاق سراحهم ويصلي العقلاء من أجل شفائهم. ومن هنا نشأ العيد المعروف باسم "عيد جميع المجانين"، الذي يشبه بعض الشيء عيد جميع القديسين المشهور.

انتشر الكذب في العالم على الرغم من جميع النظريات المشوقة، إلا أنه لا يزال من غير المؤكد بالضبط ما هي القصة الحقيقية وراء كذبة إبريل، ومن المثير للاهتمام أن هذه العادة انتشرت بشكل واسع في القرن التاسع عشر، وأصبحت جزءًا من تقاليد العديد من الثقافات حول العالم، باستثناء الشعبين الإسباني والألماني، حيث لا يُعتبر الكذب مباحًا في اليوم الأول من أبريل نظرًا لأسباب دينية في إسبانيا، وبسبب احتفالات يوم ميلاد "بسمارك" في ألمانيا.

في هذا السياق وجهت دار الإفتاء المصرية، رسالة للمسلمين بعدم المشاركة في ما يسمى كذبة ابريل، التي تنتشر مع بداية الشهر من كل عام، قائلة: "لا تشارك في الكذب".

وأكدت أن الكذب متفق على حرمته، ولو على سبيل المزاح، ولا يرتاب أحد في قبحه، والأدلة الشرعية على ذلك كثيرة؛ منها ما أخرجه البخاري ومسلم في "صحيحيهما" واللفظ لمسلم، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: قال «مِن علاماتِ المُنافِق ثلاثةٌ: إذا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذا وَعَدَ أَخلَفَ، وإذا اؤتُمِنَ خانَ».

وقالت إن الكذب كله حرام إلا ما ورد الشرع باستثنائه، وهذه الصور المستثناة في بعض الأحاديث لا تُعَدُّ مِن الكذب إلا على سبيل المجاز؛ منها ما أخرجه ابن أبي شَيبةَ والترمذيُّ وغيرهما واللفظ لابن أبي شيبه عن أَسماءَ بنت يزيدَ رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَا يَصلُحُ الكَذِبُ إلَّا في ثلاثٍ: كَذِبِ الرجلِ امرأتَه ليُرضِيَها، أو إصلاحٍ بين الناس، أو كَذِبٍ في الحرب».

واستشهدت بما ورد في رواية أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، مَا يَحْمِلُكُمْ عَلَى أَنْ تَتَايعُوا فِي الْكَذِبِ -قَالَ زُهَيْرٌ: أُرَاهُ قَالَ:- كَمَا يَتَتَايَعُ الْفَرَاشُ فِي النَّارِ، كُلُّ الْكَذِبِ يَكْتُبُ عَلَى ابْنِ آدَمَ إِلَّا ثَلَاثَ خِصَالٍ: رَجُلٌ يَكْذِبُ امْرَأَتَهُ لِتَرْضَى عَنْهُ، وَرَجُلٌ يَكْذِبُ فِي خُدْعَةِ حَرْبٍ، وَرَجُلٌ يَكْذِبُ بَيْنَ امْرَأَيْنِ مُسْلِمَيْنِ لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمَا» رواه الطبراني في "المعجم الكبير"، وقوله: «تتايعوا» من التَّتايُع: وهو الوقوع في الشر من غير فِكرة ولا رَوِيَّة والمُتابَعَة عليه، ولا يكون في الخير.