منتجات جديدة في مرمي سلاح المقاطعة.. ودول آسيا تعزف عن الشراء لدعم غزة
اتخذت مقاطعة المنتجات المرتبطة بإسرائيل منحني أخر في دول آسيا بعد أن كانت تشمل الأطعمة والمشروبات، حيث امتدت لتشمل منتجات أخري مثل العلامات التجارية الخاصة بأدوات التجميل.
وتقود دول جنوب آسيا ذات الأغلبية المسلمة تحرك رد الفعل الغاضب في المنطقة، على الحرب الإسرائيلية على غزة والتي قتلت نحو 34 ألف فلسطيني منذ بدء قصف القطاع قبل 6 أشهر، وفق صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست".
وفي هذا السياق، قال إيجا كورنيا يزيد الخبير الاقتصادي والمتخصص في سياسات الدعم في الفريق الوطني الإندونيسي لتسريع الحد من الفقر للصحيفة: "منذ أن بلغت الحرب الإسرائيلية على غزة ذروتها في نهاية العام الماضي، كانت المقاطعات ضخمة للغاية مقارنة بحملات المقاطعة السابقة للمنتجات الغربية".
وأضاف الخبير الاقتصادي أن الدول ذات الأغلبية المسلمة، مثل ماليزيا وتركيا والسعودية وإندونيسيا، شاركت بقوة في هذه الحركة "تضامناً ودعماً لإخوانهم المسلمين".
وفي بداية الحرب احتشد المستهلكون الماليزيون وراء دعوة، أطلقها الذراع المحلي للحركة العالمية للمقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات BDS، لمقاطعة العلامات التجارية الخاصة بالشركات المرتبطة بإسرائيل، ما تسبب في تكبد العديد من تلك الشركات خسائر مالية فادحة.
على سبيل المثال، استهدفت حركة المقاطعة شركة "ماكدونالدز"، بعد انتشار مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر فروع سلسلة الوجبات السريعة في إسرائيل، وهي تتبرع بوجبات مجانية للجيش الإسرائيلي بعد اندلاع الحرب في 7 أكتوبر.
ولا يقتصر تأثير المقاطعات ضد الشركات المرتبطة بإسرائيل في الوقت الراهن على أيقونة الوجبات السريعة الأمريكية، إذ امتدت لتشمل سلسلة القهوة الأميركية "ستاربكس" والعلامة التجارية لمنتجات التجميل الفرنسية "لوريال"، وفق "ساوث تشاينا مورنينج بوست".
المقاطعة تكبد الشركات خسائر مالية
وتقوم شركة "ستاربكس" بإدارة امتياز في ماليزيا مملوك لشركة Berjaya Food المحلية للمواد الغذائية، والتي أفادت بانخفاض إيراداتها "بنسبة 38% على أساس سنوي"، حيث تراجعت إلى 182.55 مليون رينجيت (ما يعادل 38.3 مليون دولار أميركي) في الربع الرابع (من أكتوبر إلى ديسمبر) من العام 2023، مقارنة بـ295.32 مليون رينجيت، خلال الفترة نفسها من عام 2022، وعزت شركة Berjaya Food تراجع أرباحها إلى "المقاطعة المستمرة".
من جانبها، قالت شركة "ماكدونالدز" في فبراير إن مبيعاتها العالمية ارتفعت بنسبة 0.7% في الربع الرابع من العام الماضي، مسجلة تراجعاً كبيراً مقارنة بالارتفاع الذي بلغت نسبته 16.5% التي حققته في نفس الفترة من العام الماضي.
وقال المدير التنفيذي لـ"ماكدونالدز"، كريس كمبكزينسكي، إن "التأثير الأكثر وضوحاً الذي نشهده يأتي من الشرق الأوسط والدول الإسلامية، مثل إندونيسيا وماليزيا"، حسبما أوردت "ساوث تشاينا مورنينج بوست".
وأضاف الخبير الاقتصادي الإندونيسي في الفريق الوطني لتسريع الحد من الفقر أن "هذا إشارة إلى أن المستهلكين يستبدلون المنتجات المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة بمنتجات أخرى".
وأشار إلى أن "منتجات الأزياء شهدت أيضاً توجها مماثلاً، حيث شهدت Mitra Adiperkasa، وهي مجموعة ماليزية تضم سلسلة متاجر متعددة الأقسام ومنافذ بيع أطعمة ومشروبات، أيضاً انخفاضاً في سعر سهمها، وفي صافي الربح في عام 2023".
المقاطعة تطال منتجات التجميل
وقالت فاني، البائعة الإندونيسية التي تعمل في متجر لمنتجات الصحة والجمال، في مدينة ميدان، في ولاية سومطرة الشمالية، لـ "ساوث تشاينا مورنينج بوست" إن العلامتين التجاريتين لمنتجات التجميل La Roche Posay وCerave، ومقرهما نيويورك، كانتا "الأكثر تضرراً"، حيث أنهما مملوكتان لشركة منتجات التجميل العملاقة "لوريال" التي لديها وجود تجاري في إسرائيل، ودخلت في شراكة مع شركات إسرائيلية.
ولاحظت فاني أيضاً ضُعف مبيعات منتجات Vaseline، المملوكة لشركة Unilever، التي استهدفتها أيضاً المقاطعة بسبب صلاتها المزعومة بإسرائيل، وقالت للصحيفة إن "المستهلكين تحولوا إلى علامات تجارية أخرى.