رئيس جامعة الأزهر: اختلاف الألسنة من المعجزات الإلهية واللغات هي رسول الفكر
قال الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، إن كلية اللغات والترجمة نشأت في إطار كلية اللغة العربية كقسم فرعي، قبل أن تتحول إلى كيان مستقل داخل الجامعة، حيث أصبحت تضم أقسامًا وشعبًا متخصصة في اللغات المختلفة.
وفي خطابه خلال المؤتمر الدولي الذي عُقد في مركز الأزهر للمؤتمرات بمدينة نصر، أكد داود على أهمية كلية اللغات والترجمة كواحدة من الكليات الرائدة في مجالها، مشددًا على ضرورة استمرارية جهود القائمين عليها في مجال الترجمة، سواء للكتب أو الأبحاث والمؤلفات الأخرى.
وأشار إلى أنه تم اتخاذ إجراءات لاختيار الكتب ذات الأهمية البارزة والأبحاث المتميزة ليتم ترجمتها إلى لغات متعددة، بهدف تعزيز مكانة الجامعة عالميًا في التصنيفات العالمية، حيث تعتمد هذه التصنيفات بشكل كبير على الأبحاث المنشورة باللغات الأجنبية.
وأكد أن الترجمة تعتبر وسيلة لنقل الفكر والثقافة بين الشعوب والثقافات المختلفة، مُشيرًا إلى أن الاختلاف في اللغات هو من عجائب الخلق التي خلقها الله، وأن مساهمة العرب في ترجمة علومهم إلى لغات العالم ساهمت في التقدم الذي حققه الغرب.
وفي نفس السياق، قال الدكتور محمد عبد الرحمن الضويني، نائب رئيس جامعة الأزهر، إن ظاهرة الإسلاموفوبيا تهدف إلى تشويه صورة الإسلام والمسلمين، وتعزيز روح الكراهية تجاه الجوانب الإسلامية.
وفي كلمته خلال المؤتمر الدولي لكلية اللغات والترجمة في مركز الأزهر للمؤتمرات بمدينة نصر، أشار نائب رئيس الأزهر إلى ضعف مستوى الدقة في ترجمة المفاهيم الدينية، مما أدى إلى تفاقم هذه الظاهرة؛ حيث يمكن أن تكون الترجمة ذات الجودة المنخفضة نتيجة لتدخلات ذات أجندات مشبوهة.
وأكد أن المسلمين تميزوا بصدق في تفسير المعاني ونقلها بدقة، وأعرب عن أمله في أن تكون الترجمة صادقة وخالية من التحريف لتجنب التشويه بصورة الآخرين.
وأشار إلى أن الإسلام يواجه حملة متواصلة لتشويه صورته في العالم الغربي، مؤكدًا أن الترجمة في مجال الدين تعد أكثر تحديًا من غيرها؛ حيث تتطلب فهمًا عميقًا لعلوم الإسلام ومناهجه، وضوابط قراءتها، مما يستلزم مهارات متقدمة لتجنب التحريف والخلط غير المقصود.
وأشار إلى ضرورة تدريب كوادر مؤهلة للترجمة في هذا المجال، وأشاد بجهود الأزهر الشريف في هذا السياق من خلال إنشاء مركز خاص باللغات الأجنبية ومرصد لمتابعة كل ما يتعلق بالشؤون الدينية على الصعيدين المحلي والعالمي.