مهرجان فاس للثقافة الصوفية.. رحلة عبر تاريخ التصوف في المغرب
يُعدّ مهرجان فاس للثقافة الصوفية من أهم الفعاليات الثقافية في المغرب، حيث يُقام سنويًا في مدينة فاس العريقة، عاصمة الثقافة والحضارة المغربية.
أعلنت إدارة مهرجان فاس للثقافة الصوفية بالمملكة المغربية، عن انطلاق فعاليات الدورة السادسة عشر لمهرجان فاس في نسخته الجديدة هذا العام، تحت شعار "اعرف نفسك بنفسك"، وذلك بمشاركة شخصيات إفريقية وأوروبية.
وأكد الدكتور فوزي الصقلي رئيس مهرجان فاس للثقافة الصوفية، أن هذه النسخة تتضمن برنامجا متنوعا يركز على الثقافة الصوفية في أفريقيا على وجه الخصوص، إضافة إلى مشاركة أوروبيين والعديد من الجنسيات الأخرى في فعاليات المهرجان هذا العام.
وأوضح "الصقلي" أن نسخة هذا العام المنظمة تحت شعار "اعرف نفسك بنفسك"، تمثل تتويجا لتجربة طويلة للمهرجان الذي يروم مواصلة الترويج للهوية والمكونات الثقافية للمغرب، مع انفتاح أكثر على الروافد الصوفية في جميع أنحاء العالم.
وأشار "الصقلي"، إلى أن الموضوع المختار لهذه الدورة يتعلق بالفرد والجماعة، المدعوون إلى طرح تساؤلات مع وعلى أنفسهم بغية خلق الفكر، وهذا ما نعتبره هدف الثقافة الصوفية والروحية".
وكشفت إدارة مهرجان فاس، أن هذه النسخة ستتميز بمشاركة إفريقية خاصة من موريتانيا والسنغال وتنزانيا، واعدا بأن الجمهور سيعيش سفرا موسيقيا فريدا عن طريق الموسيقى الصوفية الآسيوية، مع الحفاظ في الوقت نفسه على المكانة المهمة للثقافات الصوفية وأشهر الطرق الصوفية المغربية مثل المجموعة السماعة للزاوية القادرية البودشيشية.
وأوضح المنظمون أن التجربة المتراكمة خلال الدورات السابقة تغذي رغبتنا في توسيع نطاق المهرجان، وذلك بهدف تعميق المعرفة بالثقافات والأفكار الصوفية في جميع أنحاء العالم.
انطلق مهرجان فاس للثقافة الصوفية لأول مرة عام 1994، بمبادرة من جمعية "مهرجان فاس" برئاسة الأستاذ محمد البناني، ويهدف المهرجان إلى التعريف بالثقافة الصوفية الغنية في المغرب، وإبراز قيمها السمحة وتأثيرها على مختلف جوانب الحياة.
يحظى مهرجان فاس للثقافة الصوفية بمشاركة واسعة من مختلف الدول العربية والإسلامية، بالإضافة إلى دول أوروبية وأمريكية، ويُساهم المهرجان في تعزيز الحوار الثقافي بين مختلف الحضارات، ونشر قيم التسامح والاحترام.
قدم الشيخ عبد الرؤوف اليماني، مرشد صوفية الصين وشيخ الطريقة النقشبندية التهنئة والشكر الى دولة المغرب والملك محمد السادس راعي التصوف والصوفية، وذلك بمناسبة تنظيم مهرجان فاس للثقافة الصوفية في دورته السادسة عشر في الفترة من ٢٠ - ٢٧ ابريل ٢٠٢٤.
ونظم المهرجان تحت الرعاية الملكية للملك محمد السادس ملك المغرب، وبحضور عدد كبير من الباحثين والأكاديميين والمهتمين بالشأن الصوفي تحت عنوان "اعرف نفسك بنفسك".
وأكد اليماني أهمية عقد مثل هذه المهرجانات والفعاليات الصوفية التي تجمع أهل التصوف من المشرق والمغرب، حيث أنها تقوم بدور هام ومحوري في نشر الفكر الوسطي والمعتدل، وعلى ذلك يجب على كل الدول الإسلامية أن تنظم مثل هذا الملتقيات التي تخدم الفكر الوسطي.
وينظم مهرجان فاس للثقافة الصوفية، بالمملكة المغربية بشكل دوري كل عام، بمشاركة فرق إنشادية دولية وطرق صوفية مغربية وإفريقية.
وتمثل الدورة السادسة عشر تتويجا لتجربة طويلة للمهرجان الذي يروم مواصلة الترويج للهوية والمكونات الثقافية للمملكة، مع انفتاح أكثر على الروافد الصوفية في جميع أنحاء العالم.
وذلك قبل أن تتجه الأنظار يوم الإثنين المقبل لحديقة جنان السبيل التي ستعرف حفلا موسيقيا، سيتميز بطقوس الحضرة النسائية وممارسة فن المصمودي وهي قصائد مديح نبوي وشمائل الصالحين، والتي ستقوم بها لمعلمات من مكناس. لتعود الأنظار مرة أخرى لباب الماكينة التي ستتعالى فيها أصوات السماع الصوفي بالطريقة البوتشيشية في ذات اليوم.
وبحديقة جنان السبيل سيلتقي الجمهور يوم الثلاثاء 23 أبريل الحالي، بالموريتانية "فاتو منت إنغدي" التي ستقدم أناشيد "إغاوين" التي تعد هي وريثة له، حيث أنها تستحضر في أناشيدها المحبة الروحية للصوفية. لتعود الأضواء مرة أخرى لباب الماكينة وتسلط على السماع الصوفي بالطريقة الشرقاوية.
ويوم الأربعاء القادم، ستستضيف دار اعديل عرضا موسيقيا سيعزف فيها "أوريليان باسكال" ثلاث متتاليات ليوهان سباستيان باخ. يليه السماع الصوفي بالطريقة الوزانية بباب الماكينة، ومن ثم السماع الصوفي: ليلة حمادشة بدار اعديل.
ويستمر المهرجان يوم الخميس بجنان السبيل بعرض موسيقي سيتميز بأغاني كورسيكية متعددة الأصوات، متبوعا بحصة من السماع الصوفي بالطريقة الصقلية بباب الماكينة. التي سيقام فيها أيضا عرض موسيقي، يوم الجمعة، يمتزج فيه صوتان مرموقان للتراث الصوفي هما المغربي "مروان حاجي" والتنزاني "يحيى حسين عبد الله".
