تضامنا مع غزة: جامعة شيراز تقدم منح دراسية للطلاب الأمريكيين والأوروبيين المطرودين
تعتبر الاحتجاجات والتظاهرات ضد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ظاهرة عالمية حازت على انتباه العديد من الجامعات والمؤسسات التعليمية، وفي هذا السياق قدمت إيران خطوة غير متوقعة، حيث أعلنت عن تقديم منح دراسية للطلاب الجامعيين الأمريكيين والأوروبيين الذين تم طردهم بسبب تضامنهم مع غزة.
وتأتي هذه المبادرة ضمن حراك الجامعات الأمريكية التي شهدت احتجاجات واسعة النطاق دعمًا لفلسطين ومناهضةً للكيان الإسرائيلي.
وفقًا لوكالة الأنباء الإيرانية "مهر"، أعلن رئيس جامعة شيراز محمد مؤذنی عن قرار الجامعة بتقديم منح دراسية للطلاب الذين تم طردهم من الجامعات الأمريكية والأوروبية بسبب مواقفهم التضامنية مع غزة، وتشمل هذه المنح الطلاب وحتى الأساتذة الذين تعرضوا للفصل أو التهديد بالفصل بسبب مشاركتهم في الاحتجاجات الداعمة للشعب الفلسطيني ومناهضة للاحتلال الإسرائيلي.
وقد أقام طلاب وأعضاء هيئة التدريس في جامعة شيراز وقفة تضامنية تحت عنوان "الضمير المستيقظ" كجزء من حراك الجامعات الأمريكية والأوروبية، وهذه الوقفة تعكس دعم الجامعة ومجتمعها الأكاديمي للانتفاضة الفلسطينية واستنكارهم لجرائم الاحتلال في غزة.
وأشار مؤذنی إلى أهمية هذا الإجراء وقال: "كشفت أحداث عام 2024 عن حقائق مهمة، حيث تعكس الأحداث في غزة جوهر الحضارة الغربية وما تحمله من قيم ومبادئ، وتؤكد رسالة الثورة الإسلامية الإيرانية".
وتابع محمد مؤذنی قائلًا: "رسالة الخميني أن "أمريكا هي الشيطان الأكبر"، في عام 2015، وذكر أنه "في ذلك العام وجه قائد الثورة رسالة إلى شباب أوروبا وأمريكا الشمالية ودعوا إلى معرفة الإسلام الصحيح. وكان تركيز قائد الثورة الاسلامية على أهداف الدعاية المعادية للإسلام في أوروبا وأمريكا".
وأعلن رئيس جامعة شيراز عن قرار إدارة هذه الجامعة "بمنح دراسية للطلبة المطرودين من الجامعات الأوروبية والأمريكية، حيث قال: "بإمكان الطلاب وحتى الأساتذة الذين تم طردهم أو التهديد بالطرد مواصلة دراستهم في شيراز وأعتقد أن الجامعات الأخرى في شيراز ومحافظة فارس تستعد لاتخاذ مثل هذا القرار".
جدير بالذكر أن الحراك في الجامعات الأمريكية بدأت في جامعة كولومبيا الأميركية، من أعرق الجامعات الأمريكية، حيث قامت الشرطة باعتقال عدد من الطلاب المتضامنين مع غزة وضد جرائم الاحتلال الإسرائيلي، ما دفع الطلاب للتظاهر لوقف فصل الطلاب مؤيدين للفلسطينيين، ولرفضهم تفكيك مخيم اعتصام احتجاج في حرمها الجامعي بمدينة نيويورك.
وبدأت الاحتجاجات للطلبة في الجامعات الأمريكية عندما طالبت رئيسة الجامعة نعمت شفيق من الشرطة الأمريكية التدخل لفض تظاهرات طلبة جامعة كولومبيا الأمريكية، وبالفعل اعتقلت الشرطة الأمريكية 15 طالب، ما أدى لرفض أساتذة وطلبة جامعة كولومبيا اعتقال أصدقائهم، وتصاعدت حركة الاجتجاجات، لتمتد في العديد من الجامعات الأمريكية.
إن المناقشات التي استمرت أيامًا بين الطلاب المنظمين للاحتجاج والقادة الأكاديميين لم تفلح في إقناع المتظاهرين بإزالة عشرات الخيام التي نصبوها للتعبير عن معارضتهم للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وتصاعدت وتيرة الاحتجاجات، التي تشهدها الجامعات الأميركية والأوروبية، رفضًا للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، ولمجازر الإبادة الجماعية التي تُرتكب بحق المدنيين الفلسطينيين في القطاع.