بعد انتقاله للرفيق الأعلى.. علماء مصر ومشايخها يودعون «سليل بيت النبوة» الشيخ محمد ابراهيم عبد الباعث الكتاني
توفي صباح اليوم، الشيخ محمد إبراهيم عبد الباعث الكتاني، شيخ الطريقة الكتانية،عن عمر يناهز 78 عام قضاها في خدمة العلم الشريف.
ويعد الشيخ الكتاني أحد أهم علماء التصوف الإسلامي، والذي يعرف ب «سليل بيت النبوة».
ونعى علماء مصر وأئمة التصوف، الشخ محمد إبراهيم عبد الباعث الكتاني، منهم الدكتور علي جمعة، والدكتور يسري جبر، والدكتور محمد عبدالصمد مهنا، والدكتور أسامة الأزهري، والمجلس الأعلى للطرق الصوفية.
فضيلة الدكتور على جمعة ناعيًا الشيخ محمد إبراهيم عبد الباعث الكتاني
تربية برائحة العلم والدين: قصة تفاني والدته في تحفيزه على العلم والتعلم
ولد الشيخ محمد إبراهيم عبد الباعث الكتاني بمدينة الإسكندرية يوم الاثنين الأول من شهر يوليو سنة 1946 ميلادية، والده كان عالما نابغا وفقيها ذا دراية، واسع الاطلاع في شتى علوم الشريعة منقولها ومعقولها، كما كان شاعرا مطبوعا ومحاضرا موهوبا، وضريحه بمسجده بالإسكندرية.
وكانت والدته رحمها الله تعالى لا يعيش لها ذكور فلما حملت به وولدته وهبته للعلم واشترت بمالها صحيح البخارى واوقفته لله تعالى _ على اسمه بالزاويه الباعثيه رجاء ان يبارك الله تعالى _ فى ولدها فتم لها المقصود وبارك الله تعالى _ فيه .
نشأته
نشأ الشيخ محمد إبراهيم عبد الباعث الكتاني محوطا بعناية والديه لا يفارق والده طرفه عين يحضره فى مجالسه ويقرؤه مع الاخوان صحيح البخارى حتى اتقن قراءته وفاق أقرانه فى ذلك بل لقد كان والده رضوان الله عليه يطلب منه أن يصحح قراءة الصحيح للحاضرين من المشايخ والوجهاء مع صغر سنه فيظهر فى ذلك براعة يعجب لها الحاضرون .
الدكتور يسري جبر ناعيًا الشيخ محمد إبراهيم عبد الباعث الكتاني
وكان الشيخ محمد إبراهيم عبد الباعث الكتاني حفظه الله وهو فى سنى الدراسة الأولى يظهر ذكاء وفطنة ومحبة شديدة للعلم خصوصا الحديث الشريف حتى لقد كان يأخد معه كتب الحديث النبوى فى المدرسة مع أنه كان غير مطالب بها فى دراسته المدرسيه وما ذلك الا لتعلقه بالحبيب صلى الله عليه وعلى اله وسلم
وهو محمد بن إبراهيم بن عبد الباعث بن أحمد بن غنيم، وينتهي نسبه إلى سيد شباب أهل الجنة الإمام أبي عبد الله الحسين السبط بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب – عليهما السلام – من البضعة الزهراء فاطمة سيدة نساء العالمين بنت أشرف الخلق صفوة الملك الحق سيد الأولين والآخرين – صلى الله تعالى عليه وآله وسلم.
الدكتور محمد مهنا مؤسس البيت المحمدي ناعيًا الشيخ محمد إبراهيم عبد الباعث الكتاني
كان والده عالما نابغا وفقيها ذا دراية ، واسع الاطلاع في شتى علوم الشريعة منقولها ومعقولها ، كما كان شاعرا مطبوعا ومحاضرا موهوبا ، ذا مشرب عرفاني وخلق رباني ، جميل الطلعة مشرق المحيا ، من رآه بديهة هابه ومن خالطه عشرة أحبه.
وكان والده يغرس فيه الخير ويرى محبته للعلم وربما اخذته سنة من النوم وهو بين اصحابه فيستيقظ والده وهو يقول "سبحان من علمك يامحمد يابنى " وهو ساعتها لا انشغال له بعلم او طلب وهكذا تلقى شيخنا العلم على يد والده الذى اعتنى به اشد الاعتناء وبشره بأن العلم سيسعى اليه ويكون له منه الحظ الاوفر حتى اتم حفظ صحيح البخارى كاملا باسانيده وهو لايزال فى اوائل سن الشباب.
ولما بلغ السادسة عشر من عمره اعتلى المنبر بتوجيه والده ودعا إلى الله تعالى على بصيره وذاع صيته واشتهر بالعلم والصلاح.
الشيخ يا سين التهامي ناعيًا الشيخ محمد إبراهيم عبد الباعث الكتاني
من تلميذ إلى مشارك في الطريقة الكتانية
أخذ الشيخ محمد إبراهيم عبد الباعث الكتاني الطريقة الكتانية فى حياة والده من سيدى الشيخ العلامة عبد الرحمن الكتانى وساق الله تعالى اليه كتبها -على ندرتها فى هذا الوقت _ ومشايخها فاعتنوا به واجازوه وكانت بينه وبينهم مراسلات واتصالات لم تنقطع إلا بوفاتهم على رأسهم العلامة إبراهيم الكتانى بن مؤسس الطريقه الشهيد الشيخ سيدى محمد بن عبد الكبير الكتانى.
الشيخ سالم جابر الجازولى ينعي الشيخ محمد إبراهيم عبد الباعث الكتاني
وتعد الطريقة الكتانية التي ينتمي إليها واحدة من الطرق التي ذاع صيتها مؤخرا ويعود إلى الشيخ محمد بن عبد الواحد الكتاني، الذي أسس الزاوية الكتانية الكبرى بحومة القطانين بمدينة فاس المغربية، وقد دعيت طريقته بعد ذلك بالمحمدية.
وللكتانية أوراد يومية تتمثل في الورد اللزومي، وورد السحر، وورد خاص بالنساء. وقد انتشرت فروعها في فاس وضواحيها، ومن أشهر شيوخها محمد بن عبد الواحد، وعبد الكبير بن محمد، وجعفر بن إدريس الكتانيين.