23 مرشدًا شرعيًّا لخدمة الحجاج بالحملات القطرية
قال الدكتور محمد محمود المحمود رئيس الوحدة الشرعية ببعثة الحج القطرية، إن الوحدة تواصل استعداداتها وتجهيزاتها لخدمة حجاج دولة قطر، وتثقيفهم بالأمور والأحكام الشرعية وتوجيههم لتأية مناسك الحج على الوجه الصحيح وفق السنة النبوية، كما علمنا وأوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح "خذوا عني مناسككم".
وأضاف أن عمل الوحدة يبدأ من الدوحة وقبل موسم الحج باختيار المرشدين الشرعيين المرافقين للحملات بالتعاون والتنسيق مع إدارة الدعوة والإرشاد الديني بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية؛ كونها الإدارة المختصة بالدعاة والمفتين الشرعيين، حيث يتم اختيار المرشدين للإفتاء والوعظ، بناء على معايير خاصة، واجتياز اختبار اللجنة الشرعية، والتأكد من الإلمام بالأحكام الشرعية لفريضة الحج، وأن يكون سبق لهم الحج ومعرفة المناسك والمشاعر بشكل عملي، والتأكيد على الالتزام بالقوانين والإجراءات الإدارية والشرعية المتبعة، لأن الفتاوى والتعليمات والإرشادات الشرعية ينبغي أن تكون موحدة وفق أحكام الشرع التي توافقت عليها الوحدة الشرعية، وأن لا تتعارض مع الأمور الطبية، وتوجيهات وزارة الحج والعمرة بالمملكة العربية السعودية.
وتابع رئيس الوحدة الشرعية أنه بعد ذلك يتم توزيع المرشدين الشرعيين البالغ عددهم هذا العام 23 مرشداً على الحملات القطرية بالتنسيق مع مسؤولي إدارة شؤون الحج والعمرة بالوزارة، حيث يرافق الحملات الكبرى اثنين من المرشدين، بينما يرافق بقية الحملات مرشداً شرعياً واحداً، ويتولى مرشد الحملة التواصل مع الحجاج وتثقيفهم في الأمور والأحكام التي تخص الحج بالتنسيق مع الحملة التي يرافقها، ومتابعة الرد على استفساراتهم وما يشكل عليهم للاستعداد للحج بشكل جيد، ويحضر المرشد الشرعي اللقاء التوعوي التعريفي الذي تعقده الحملة لحجاجها المرافقين لها في الدوحة قبل سفرهم للأراضي المقدسة مطلع شهر ذو الحجة.
وقال رئيس الوحدة الشرعية إنه تم عقد اجتماع تنسيقي مع المرشدين الشرعيين منتصف الأسبوع الجاري لعرض الأمور والترتيبات الإدارية والفتاوى الشرعية التي ينبغي التقيد بها حسب الفتاوى المعتمدة بالوزارة، والاستماع إلى كل مرشد وما يشكل عليه من أمور؛ لبيانها وتوضيحها والتوافق على ما تقره الوحدة الشرعية، والتأكيد على التواصل الدائم والفعال مع الحجاج بالتنسيق مع مسؤولي الحملات القطرية وإدارييها، والرجوع للوحدة الشرعية فيما يشكل عليهم من أمور.
ولفت د. المحمود إلى أنه سيتم بالتنسيق مع إدارة الدعوة والإرشاد الديني، نشر مقاطع مرئية وصوتية توعوية عبر حسابات الوزارة على مواقع التواصل الاجتماعي، لإرشاد الحجاج وتثقيفهم بكل ما يتعلق بالحج والعمرة وتأدية المناسك وما يتوجب عليهم فعله أثناء تواجدهم في المشاعر المقدسة بمنى وعرفة ومزدلفة، فضلا عن تنظيم سلسلة من المحاضرات والدروس الدعوية الخاصة بالحج في عدد من مساجد الدولة، والتي سيتم الإعلان عنها للجمهور حتى يتسنى للحجاج الذين تم اختيارهم بالفرز لتأدية الفريضة لهذا العام الحضور والتثقيف بمناسك الحج.
ونوه رئيس الوحدة الشرعية بأن عمل الوحدة خلال مدة الحج بالمملكة العربية السعودية يتركز في المقام الأول على متابعة عمل المرشدين الدينيين المرافقين للحملات، والتأكد من أن الحملات وفرت لهم كل الظروف الملائمة، كما تقوم الوحدة بزيارات ميدانية لمقار الحملات لمتابعة عمل المرشدين ومدى التزامهم بالخطة التثقيفية والتوعوية التي وضعوها، وكذلك النظر في مدى التزام الحملات بتوفير خطوط اتصال مباشر بين الحجاج والمرشدين، ووضع جدول واضح لمكان وزمان الدروس الدينية التي يقدمها كل مرشد.
وأكد أن الوحدة الشرعية تكون على تواصل بشكل دائم مع الحجاج طوال مدة إقامتهم بالأراضي المقدسة؛ للرد على أي استفسارات شرعية طارئة، والرد على تساؤلاتهم بخصوص المناسك، والإجابة عن الاستفسارات المتعلقة بأداء فريضة الحج إلى جانب الدروس الدينية التي يلقيها المرشدون للحجاج خلال مدة الحج.
وحول بروز قضية فقهية في الحج لهذا الموسم مثل تقديم بعض المناسك أو تأخيرها، أوضح المحمود أنه سيتم الاتفاق بين الحملة والمرشدين على الأخذ بتوصيات الوحدة الشرعية في البعثة.
وهنأ رئيس الوحدة الشرعية ببعثة الحج القطرية كل حاج من الرجال والنساء أن اختاره الله لأداء فرضة الحج والطواف بالبيت الحرام والوقوف بعرفة والمشعر الحرام بمزدلفة والإقامة بمنى ليالي التشريق ونيل الأجر والفضل العظيم لأعمال الحج ومناسكه على الوجه الصحيح، فهذا خير وفضل تمناه آلاف بل ملايين المسلمين، وأكد المحمود أن الحج من أعظم العبادات وأجل القربات، ولذا يجب على كل حاج أن يقف مع نفسه وقفة صدق ويتهيأ بالعلم والتثقيف الشرعي ويعلم أنما أنفق من ماله وهيأ نفسه وترك أشغاله وأهله وخرج من داره ووطنه لأداء الحج ومغفرة الذنوب ونيل رضا الله وفضله، وأن يلزم نفسه الخلق الحسن والصبر على الطاعة وعلى الزحام وتأدية المناسك، فقد قال الله عن الحج "فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج"، وقال سبحانه وتعالى: "لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم" فالهدف في جميع العبادات تحقيق تقوى الله، فليحرص كل حاج ألا يؤذي أحداً بقول أو فعل، وأن يتحرى سنة النبي صلى الله عليه وسلم وهديه في الحج فلا يفعل أمراً إلا أن يكون متأكداً أنه على هدي رسول الله القائل: "خذوا عني مناسككم".
ودعا د. المحمود أصحاب الحملات إلى التعاون مع المرشدين الشرعيين والحجاج والحرص على توفير ما يحتاجه كل حاج من خدمات تعينه على تأدية الفريضة بيسر وسهولة.