من دون قبة ولا مئذنة.. كل ما تريد ان تعرفه عن مسجد أثينا في اليونان؟
مسجد أثينا في اليونان.. يعتبر أول مسجد رسمي يتم بناؤه في العاصمة اليونانية منذ أكثر من 180 عامًا، وتم افتتاحه في نوفمبر 2020 بعد سنوات طويلة من التأجيلات والعقبات البيروقراطية والسياسية.
ويشكل افتتاح مسجد أثينا في اليونان خطوة تاريخية تعكس التغيرات الاجتماعية والثقافية في المجتمع اليوناني، الذي يعد بشكل تقليدي بلدًا ذو أغلبية مسيحية أرثوذكسية.
مسجد أثينا في اليونان
مسجد أثينا في اليونان.. من دون قبة ولا مئذنة وفي منطقة صناعية سابقة يقع أول مسجد رسمي في أثينا ببنائه مستطيل الشكل، وعلى الرغم من أنه لا يشبه المساجد التقليدية من الخارج في شيء إلا أن مسلمي المدينة تمكنوا من الصلاة في مكان رسمي بعد محاولات مضنية دامت عشرات السنين.
وعلى الرغم من وجود مساجد في أماكن أخرى من اليونان إلا أن العاصمة لم يشيد فيها مسجد رسمي منذ انتهاء الاحتلال العثماني في عام 1833 بينما تم استخدام بنايات المساجد القليلة التي تبقت من ذلك العهد في أغراض أخرى.
ويتمثل تاريخ مسجد أثينا في اليونان، في الآتي:
لم تحتضن العاصمة اليونانية مسجداً رسمياً منذ ما يربو على 180 عاماً، ولذلك بدأت الحاجة إلى بناء مسجد رسمي في أثينا تظهر بشكل ملح منذ بداية القرن العشرين، مع زيادة عدد المسلمين المهاجرين من بلدان مثل باكستان، وأفغانستان، وبنجلاديش، وبعض دول الشرق الأوسط، لكن على الرغم من هذه الحاجة، لم يكن هناك أي مسجد رسمي في أثينا، مما أجبر المسلمين على إقامة الصلاة في مساجد غير رسمية أو في منازلهم.
وفي عام 2006، تم تمرير قانون يسمح ببناء المسجد، لكن المشروع واجه العديد من العقبات بسبب المعارضة من بعض الأحزاب السياسية والجماعات المحلية، على الرغم من ذلك، تم تجاوز هذه العقبات بفضل الجهود المستمرة من الجاليات الإسلامية والدعم من بعض الأحزاب السياسية المعتدلة.
ووقتها قالت السلطات اليونانية أن أثينا ستفتتح مسجدًا جديدًا بعد اكتمال أعمال البناء وتكلفته بلغت 850 ألف يورو (967 ألف دولار).
مسجد أثينا في منطقة إليوناس الصناعية
تم بناء مسجد أثينا في منطقة إليوناس الصناعية، على مساحة تبلغ حوالي 1000 متر مربع، ويتميز التصميم بالبساطة والحداثة، حيث يفتقر إلى المئذنة التقليدية، وهو ما يعكس التوجه نحو تصميم يعبر عن التعايش والاندماج في المجتمع اليوناني.
ويحتوي مسجد أثينا على قاعة صلاة تتسع لحوالي 350 مصلٍ، بالإضافة إلى مرافق أخرى تشمل مكاتب إدارية، وغرف اجتماعات، وقاعة متعددة الاستخدامات، كما تم توفير مرافق وضوء حديثة تتناسب مع احتياجات المصلين.
التأثير الاجتماعي والثقافي لمسجد أثينا
افتتاح مسجد أثينا له دلالات كبيرة على المستوى الاجتماعي والثقافي، فقد وفر مكانًا رسميًا للمسلمين لممارسة شعائرهم الدينية بحرية واحترام. كما أنه ساهم في تعزيز التفاهم والتعايش بين المسلمين وغير المسلمين في أثينا.
علاوة على ذلك، يعتبر مسجد أثينا جسرًا للتواصل بين الجاليات الإسلامية وبقية المجتمع اليوناني، إذ ينظم المسجد فعاليات ثقافية ودينية تهدف إلى تعريف الناس بالإسلام وتعزيز الحوار بين الأديان والثقافات المختلفة.
التحديات المستقبلية لمسجد أثينا
على الرغم من التقدم الكبير الذي تحقق بفضل افتتاح المسجد، لا تزال هناك تحديات تواجه المسلمين في أثينا. من بينها التمييز الاجتماعي والثقافي الذي قد يواجهه بعض المسلمين، بالإضافة إلى الحاجة إلى المزيد من المساجد والخدمات التي تلبي احتياجات الجالية المتزايدة.
ولهذا يعتبر مسجد أثينا خطوة هامة نحو الاعتراف بحقوق المسلمين في اليونان وتأكيد على التعددية الدينية والثقافية في البلاد،من خلال توفير مكان مناسب للعبادة، يسهم المسجد في تعزيز روح التعايش السلمي والاحترام المتبادل بين مختلف شرائح المجتمع اليوناني.
ومع استمرار الجهود لتعزيز هذا التفاهم، يمكن أن يكون مسجد أثينا نموذجًا إيجابيًا للتعايش الديني والثقافي في أوروبا.