أمين فتوي يوضح أهم الدروس المستفادة من الهجرة
هناك الكثير من الدروس المستفادة عن الهجرة تتمثل في التخطيط الجيد والأخذ بالأسباب، توظيف الطاقات، التوكل على الله تعالى، التضحية، ومن أهم الدروس المستفادة أيضا " الامل"
أشار الدكتور أحمد ممدوح أمين الفتوى في دار الإفتاء، إنّ من أحد أهم الدروس المستفادة من الهجرة النبوية الشريفة، هو " الامل" مشددًا على أنها فكرة مصاحبة للمسلم في كل خطوة يخطوها.
وأكد ممدوح من خلال تصريحات تليفزيونة، أنّ الأمل مقصد مهم للغاية يحمل الإنسان على ترك الإحباطات التي يتعرض لها، ويتخطاها إلى محطة جديدة في حياته، كي ويبدأ فيها من جديد، ويحقق ما يصبو إليه.
وأكد أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الهجرة بها معنى آخر روحاني، موضحًا، أنه في السيرة النبوية، الظاهر منها أنّها هجرة بدن من مكان إلى آخر.
وأضاف امين الفتوي: "قد نأخذ منها إشارة الى أنّها ليست فقط بدنية وإنّما هجرة معنوية".
وقال أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال المهاجر من هجر ما نهى الله عنه، ومن ثم، يمكن الإنسان البداية من جديد في أي لحظة مهما كان مقصرًا.
وضحت دار الإفتاء حكم التهنئة بالعام الهجري الجديد موضحة أن الهجرة حدث عظيم في تاريخ الأمة الإسلامية، استحقت أن تكون بداية للتقويم الإسلامى؛ لما مثلته من معانى سامية ورفيعة؛ إذ كانت دليلًا جليًّا على تمسك المؤمنين بدينهم؛ الذين هاجروا إلى المدينة تاركين وطنهم وأهلهم وبيوتهم وأموالهم، لا يرغبون في شيء إلا في العيش مسلمين لله تعالى؛ لذلك مدحهم سبحانه وأشاد بهم؛ فقال تعالى: ﴿لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾ [الحشر: 8].
وكشفت الإفتاء: أن الهجرة كانت البداية الحقيقية، لإقامة بنيان الدولة الإسلامية، ووضع أحكامها التشريعية، التى صارت أساسًا لإنشاء النظم المجتمعية، وضبط العلاقات الإنسانية والدولية، وإقرارًا لمبدأ التعايش والتعددية، ولأجل ذلك اختار الصحابة رضى الله عنهم الهجرة بداية للتقويم الإسلامي؛ فروى الطبرى في تاريخه عن ميمون بن مهران قال: رفع إلى عمر رضى الله عنه صك محله في شعبان، فقال: أى شعبين؛ الذى هو آت، أو الذى نحن فيه؟ ثم قال لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «ضعوا للناس شيئًا يعرفونه»، فقال بعضهم: «اكتبوا على تأريخ الروم»، فقيل: «إنهم يكتبون من عهد ذى القرنين؛ فهذا يطول»، وقال بعضهم: «اكتبوا على تأريخ الفرس»، فقيل: «إن الفرس كلما قام ملك طرح ما كان قبله»، فاجتمع رأيهم على أن ينظروا كم أقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالمدينة، فوجدوه عشر سنين، فكتب التاريخ من هجرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وذكرت الإفتاء أنه في التهنئة برأس العام الهجري استحضار للعديد من المعاني التي يجوز شرعًا التهنئة عليها؛ ومنها الامتثال للأمر القرآني بتذكر أيام الله تعالى، وما فيها من نعم وعبر وآيات؛ قال تعالى: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ﴾ [إبراهيم: 5]، والهجرة يوم عظيم من أيام الله تعالى، ينبغي أن يتذكره ويسعد به البشر كلهم؛ لأن الهجرة كانت البداية الحقيقية لإرساء قوانين العدالة الاجتماعية، والمساواة بين البشر، وإقرار مبدأ المواطنة بين أبناء الوطن الواحد مع اختلاف العقائد، والتعايش والسلام ونبذ العنف.
وأشارت: تذكر نصر الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم في الهجرة على مشركي مكة، بأن يسر له أمر الانتقال إلى المدينة والدعوة إلى الله فيها وحفظه من إيذاء المشركين، وانتقل بذلك من مرحلة الدعوة إلى مرحلة الدولة، مما كان سببًا لنصرة الإسلام وسيادته؛ قال تعالى: ﴿إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا﴾ [التوبة: 40]، وقد تقرر أن التهنئة إنما تكون بما هو محل للسرور، ولا شيء يسر به المسلم قدر سروره بيومِ نصرِ الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
وأضافت: أن رأس السنة الهجرية بداية لعام جديد، وتجدد الأيام وتداولها على الناس هو من النعم التي تستلزم الشكر عليها؛ لأن الحياة نعمة من نعم الله تعالى على البشر، ومرور الأعوام وتجددها شاهد على هذه النعمة، والتهنئة عند حصول النعم مأمور بها.