وول ستريت جورنال: ناشطون مؤيدون لفلسطين يتجهون لدعم هاريس المرشحة لخلافة بايدن
ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن الناشطين المؤيدين لفلسطين داخل الولايات المتحدة يقومون حاليا بتقييم نائبة الرئيس الأمريكي والمرشحة الديمقراطية المحتملة للانتخابات الرئاسية كامالا هاريس.
وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته اليوم، إن بعض الأمريكيين من أصل فلسطيني لم يكن لديهم أي خطط للتصويت للرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن الذي كان من المفترض أن يسعى لولاية ثانية في الانتخابات المقبلة قبل انسحابه الأسبوع الماضي، غير أنهم اتجهوا الآن إلى دعم هاريس كمرشحة محتملة للحزب الديمقراطي.
وبحسب الصحيفة، يرى الكثير من الأمريكيين من أصل فلسطيني أن بايدن، الذي دعم إسرائيل وأرسل أسلحة أمريكية نحو جهودها الحربية، "يداه ملطختان بالدماء"، بينما تحدثت هاريس عن معاناة الفلسطينيين والضحايا وتحدثت عن هذا الوضع "على مستوى أكثر إنسانية".
وأضافت الصحيفة أن المؤيدين للقضية الفلسطينية لاحظوا التأكيد المبكر لهاريس على المخاوف الإنسانية في غزة.
وبعد أن انسحب بايدن من السباق الرئاسي، يقول المؤيدون إنهم يراقبون هاريس عن كثب لمعرفة ما إذا كانت ستنأى بنفسها عن سياسة بايدن تجاه غزة وتضع رؤية خاصة بها.
وقد أدى دعم بايدن القوي لإسرائيل، على الرغم من المخاوف بشأن الخسائر البشرية المرتفعة والأزمة الإنسانية في غزة، إلى تعريض حملة إعادة انتخابه للخطر وسط ردود فعل عنيفة من الدوائر الانتخابية الديمقراطية مثل التقدميين والمسلمين والعرب الأمريكيين والناخبين الشباب والناخبين السود.
وأعرب بعض المسؤولين في البيت الأبيض والحملة سرا عن قلقهم في الأشهر الأخيرة من أن الناخبين المحبطين من الحرب قد يحجمون عن المشاركة في الانتخابات أو يصوتون لمرشح من حزب ثالث، مما يعرض ولايات حاسمة مثل ميشيجان وجورجيا وبنسلفانيا للخطر.
وقال بعض مسؤولي الإدارة الأمريكية أنه وراء الكواليس، كانت هاريس مناصرة قوية ومبكرة لوقف إطلاق النار وممارسة المزيد من الضغوط على إسرائيل بشأن الظروف الإنسانية في غزة، وقد أعربت عن قلق خاص، في العلن وفي السر، بشأن المجاعة واسعة النطاق التي اجتاحت القطاع.
ولفتت الصحيفة إلى أن معظم الأمريكيين أيدوا على نطاق واسع الهجوم الإسرائيلي في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر الذي نفذه مقاتلو حركة حماس في جنوب إسرائيل، لكن بعض استطلاعات الرأي أظهرت أن أعدادا متزايدة من الأمريكيين، وخاصة الديمقراطيين والمستقلين، بدأوا في الاعتراض على العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة. وكان الديمقراطيون الأصغر سنا أكثر ميلا إلى التعاطف مع الفلسطينيين وطرح أسئلة بشأن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل.
ويرى مسؤولون حاليون وسابقون في الإدارة الأمريكية أن هاريس قد تفرض بعض الاستقلال عن نهج بايدن، لكنهم لا يتوقعون أن تنفصل بشكل كبير عن الرئيس الأمريكي بشكل علني.
وفي خطاب ألقته في مارس الماضي، أصبحت هاريس أول مسؤول من إدارة بايدن يدعو علنا إلى وقف إطلاق النار.
واستشهدت بتقارير عن "أكل الفلسطينيين لأوراق الشجر أو علف الحيوانات، وولادة النساء لأطفال يعانون من سوء التغذية مع القليل من الرعاية الطبية أو عدم وجودها، وموت الأطفال بسبب سوء التغذية والجفاف".
وقالت: "يجب على الحكومة الإسرائيلية أن تبذل المزيد من الجهد لزيادة تدفق المساعدات بشكل كبير. لا أعذار".
ووفقا للصحيفة، لم تمر مثل هذه التعليقات دون أن يلاحظها أحد من الجماعات المؤيدة للفلسطينيين الذين شعروا منذ فترة طويلة أن بايدن يكافح لإظهار التعاطف مع المدنيين في غزة أو التحدث بشكل أكثر وضوحا عن ظروفهم.
وقالت "وول ستريت جورنال" إن الديمقراطيين المؤيدين لغزة يوجهون انتباههم بسرعة أيضا إلى اختيار هاريس المحتمل لمن سيتولى منصب نائب الرئيس.
وأوضحت أنه من بين أبرز المرشحين لهذا المنصب حاكم ولاية بنسلفانيا جوش شابيرو وهو مؤيد صريح لإسرائيل.
وأثار ذلك القلق بين بعض الناشطين لأن شابيرو، وهو يهودي، كان ينتقد الاحتجاجات الطلابية المؤيدة للفلسطينيين ودعم مشروع قانون من شأنه أن يحظر تحويل الأموال الحكومية إلى أي كلية تسحب استثماراتها من إسرائيل.
وواجهت هاريس هجمات من الجمهوريين الذين يقولون إنها "لم تدافع عن إسرائيل بشكل كاف".
وتساءل بعض المسؤولين والناشطين السياسيين المؤيدين لإسرائيل عما إذا كانت هاريس سيكون لديها نفس الالتزام تجاه إسرائيل على غرار بايدن.