ما هو حكم تخزين المنتجات وبيعها بسعر أكثر للمواطنين وقت الحاجة.. البحوث الإسلامية تجيب
يسعي المسلم إلي رزقه ولقمة عيشه ويركز علي زيادة دخله، فخلال تلك الفترة يتقدم المواطنين علي شراء المنتجات وتخزينها وعند حاجة المواطنين إليها يتم بيعها بسعر أعلى وهم لا يعلموا هل ذلك يعتبر حرام أم حلال.
أستقبل مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف سؤال يقول" أقوم بشراء المحاصيل الزراعية من الأسواق ثم أجمعها في مخازن أملكها، فإذا قَلَّ المعروض منها في الأسواق أبيعها طلبًا للربح الأكثر، فهل في ذلك ما يخالف الشرع؟"
ردت لجنة الفتوى الرئيسة بالمجمع مؤكدة في إجابتها أن شراء السلع وجمعها من الأسواق وقت قلَّتِها لبيعها طلبًا للربح عند شدة حاجة الناس إليها حرام شرعًا.
وخلال فتواها عبر الصفحة الرسمية للمجمع على الفيسبوك، أشارت اللجنة أن الشريعة الإسلامية حرصت على تحقيق التكافل والتآخي بين أفراد المجتمع، وقد دلت العديد من النصوص على ذلك، ومنها قوله : "الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا.
وأوضحت إلى أنه في سبيل تحقيق ذلك وضعت الشريعة العديد من الأحكام التي تحافظ على هذه العلاقة الإنسانية، وترفع من قيمة التعاون والتكافل، ومنها تحريم الاحتكار، والذي يعني شراء السلع وجمعها من الأسواق وقت قلتها لبيعها طلبًا للربح عند شدة حاجة الناس إليها.
هذا الأمر قد اتفق الفقهاء على اعتباره حرام وعده بعضهم من الكبائر كابن حجر، ودليل حرمته قوله (المحتكر ملعون ، وقوله: "مَنِ احْتَكَرَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ طَعَامَهُمْ، لَمْ يَمُتُ حَتَّى يَضْرِبَهُ اللَّهُ بِالْجُذَامِ أَو الإفلاس".
وعن رسول الله ، قال: "لا يَحْتَكِرُ إلا خَاطِئِ، وَعَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْهُ بِلَفْظِ: "مَن احْتَكَرَ يُرِيدُ أَنْ يُغَالِيَ بِهَا الْمُسْلِمِينَ فَهُوَ خَاطِئِ، وَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ ذِمَّةُ اللَّهِ".
وأكدت لجنة الفتوى الرئيسة بالمجمع أنه قد دلت عموم النصوص النبوية على حرمة الاحتكار، وأنه يشمل كافة أنواع الأطعمة والمشروبات والمنظفات والأدوية؛ لأن اللفظ عام مطلق، ودلت أيضًا على الوعيد الذي ينتظر ذلك، ففي الوقت الذي يظن فيه المحتكر أنه يربح فهو عرضة للإفلاس والمرض: كما وقع لمن احتكر في عهد عمر رضي الله عنه، كما ننوه إلى أنه في الوقت الذي تتكاتف فيه الجهود لمواجهة الأزمات فإنه لا يليق بمسلم أن يضيق على الناس حياتهم باحتكار ما يحتاجون له، وهو مسئول عن ذلك وجزاؤه في الدنيا قبل الآخرة.