زيمبابوي تواجه أزمة غذائية متفاقمة بسبب الجفاف الناجم عن ظاهرة النينيو
كشف تقرير جديد صادر عن مكتب تنسيق المساعدات التابع للأمم المتحدة (أوتشا) أن مستويات انعدام الأمن الغذائي في زيمبابوي تتدهور بسرعة بعد أن ضربتها موجة جفاف تاريخية بسبب نمط الطقس النينيو.
يأتي هذا بعد شهرين فقط من إعلان المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة أن زيمبابوي هي واحدة من مناطق الجوع الساخنة حيث من المرجح أن يتفاقم انعدام الأمن الغذائي الحاد .
وتسببت العاصفة في تدمير أكثر من نصف حصاد البلاد ، مما جعل نحو 7.6 مليون شخص معرضين لخطر الجوع الحاد.
النينيو هو حدث مناخي منتظم يحدث بشكل طبيعي ويؤثر على درجات حرارة الهواء حول البحر والكتل الأرضية الساحلية. وقد أدت أزمة المناخ في السنوات الأخيرة إلى أنماط أكثر تواترا وكثافة.
قام مسؤولون من الأمم المتحدة وبرنامج الغذاء العالمي مؤخرا بزيارة زيمبابوي لتقييم تأثير الجفاف على البلاد والدعوة إلى المزيد من الدعم الدولي للاستجابة الإنسانية.
حالة كارثية على مستوى البلاد
وفي أبريل، أعلنت السلطات المحلية في زيمبابوي أن البلاد في حالة كارثة وطنية .
وأظهرت أرقام السلطات أن 57 في المائة من سكان المناطق "الريفية" في البلاد من المقرر أن يعانون من انعدام الأمن الغذائي في الفترة ما بين يناير ومارس 2025 - وهي فترة ذروة الجوع هناك.
وتشير تقارير أخرى للأمم المتحدة إلى أن المدنيين سيحتاجون إلى الاعتماد على "مصادر بديلة للدخل، والدعم الاجتماعي، والمساعدات الإنسانية" لتحمل هذا الموسم.
وأشارت التقارير إلى أن احتياجات المساعدات الإنسانية ستظل مرتفعة في العديد من مناطق البلاد حتى موسم الحصاد في عام 2025 بسبب ضعف القدرة الشرائية الناتجة عن فرص كسب الدخل المحدودة وارتفاع أسعار المواد الغذائية".
تأثير النينيو
وتشير التقارير إلى أن الجفاف الناجم عن ظاهرة النينيو قد فرض ضغوطاً على اقتصاد زيمبابوي، مما أدى إلى ترك أكثر من خمس الأطفال خارج المدارس ونقص إمدادات المياه في البلاد.
وتعمل الأمم المتحدة وبعض شركائها مع الحكومة الزيمبابوية لتقديم المساعدات للمدنيين.
ومع ذلك، تحتاج هذه الفرق إلى المزيد من التمويل، حيث لم يتم تمويل سوى حوالي 11% فقط من النداء العاجل لجمع 429 مليون دولار والذي تم إطلاقه في شهر مايو بهدف مساعدة أكثر من 3 ملايين شخص.
كما أثرت موجات الجفاف الناجمة عن ظاهرة النينيو على بلدان أخرى في جنوب أفريقيا، بما في ذلك جمهورية الكونغو الديمقراطية ومدغشقر وملاوي وغيرها. وتحتاج كل من هذه البلدان بشدة إلى تدخلات إنسانية، حيث ارتفعت مستويات انعدام الأمن الغذائي بشكل كبير بسبب الجفاف.