الصومال تستقبل رمضان بـ”الحكواتي” وسط موجات الجفاف والإرهاب
تستقبل الأمة الإسلامية شهر رمضان المبارك، خلال الأسبوع الجاري، بشوق وترحاب لإقامة شعائره وتعظيما، بينما في الصومال الأمور تختلف حيث تزرح البلد الواقع في القرن الأفريقي في الإرهاب والجفاف والمجاعة، التي أجبرت ملايين السكان على النزوح إلى مناطق أخرى بحثا عن مصدر رزق ومكان آمن.
الإرهاب في الصومال
وعلى الرغم من النجاحات الكبيرة التي حققتها الصومال في مكافحة الإرهاب، منذ تولى الرئيس حسن شيخ محمود المسئولية في البلاد منذ منتصف العام قبل الماضي 2022 إلا أن حركة الشباب المتطرفة لازالت تشن عمليات إرهابية في الأراضي الصومالية تتسبب في قلق كبير لدى الشعب، إلى جانب استهدافها قوات الجيش والشرطة، بالإضافة إلى القوات الأجنبية التي تساعد الجيش الصومالي في مواجهة التطرف.
وكان آخر العمليات الإرهابية التي ارتكبتها حركة الشباب، جرت في شهر الحادي عشر من شهر فبراير الماضي، حيث قتل خمسة عسكريين على الأقل في هجوم على قاعدة جوردون العسكرية في العاصمة الصومالية مقديشو.
وقتل خلال العملية ثلاثة عناصر من القوات الإماراتية بالإضافة ضابط بحريني، خلال قيامهم بتدريب قوات مسلحة صومالية.
وارتكب الحادث جندي صومالي تلقى التدريب حديثا، وقد لقي حتفه رمياً بالرصاص في قاعدة جوردون العسكرية التي تديرها الإمارات.
الجفاف في الصومال
ويضرب الجفاف البلد الذي يدين 90% من سكانه البالغين 6 ملايين بالإسلام، وهو أمر تسبب في أزمة إنسانية مروعة حيث يعتمد 84% من الشعب الصومالي على الزراعة مصدر للرزق، وتشكل تربية الحيوانات والمواشي المورد الأساسي في الدخل القومي.
وشهدت منطقة القرن الأفريقي، التي تضم الصومال، موجة جفاف شديدة تسببت في نزوح الملايين ومعاناة كثير من السكان من المجاعة، حتى لجأت بعض الأسر إلى تزويج أطفالهم للحصول على أموال يواجهوا به أزمة الجفاف.
رمضان في الصومال
وعلى الرغم من الأزمات التي يواجهها الشعب الصومالي، إلا أنه يحافظ على العادات الرمضانية، وأهم ما يميز المجتمع الصومالي في الشهر الكريم هو "الحكواتي" الذي يجلس على شاطئ المحيط الهندي ويتجمع حوله الكبار والصغار في حلقات، ويروي قصص الأنبياء والصحابة.
إلى جانب إنارة الساحات والشوراع ومحيط المساجد، ويحرص الشعب الصومالي أداء صلاة التروايح وحضور الدروس الدينية وحلقات القرآن.