اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

صرخات من قلب الأزمة.. السودان في مواجهة أزمة إنسانية وعنف جنسي غير مسبوق

العنف الجنسي في السودان
العنف الجنسي في السودان

أعرب خبراء أمميون عن قلقهم العميق إزاء الحالات الموثقة من الاعتداءات الجنسية، بما في ذلك الاغتصاب الجماعي، والدعارة القسرية، والعبودية الجنسية، والاختطاف، والاختفاء القسري، والقتل غير القانوني التي ارتكبتها قوات الدعم السريع ومجموعات مسلحة أخرى في السودان.

وفي بيان أصدره يوم الجمعة 30 أغسطس 2024، حذر هؤلاء الخبراء من النقص الحاد في الرعاية المقدمة للناجيات من العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي في السودان، والذي يشمل الرعاية الصحية الجنسية والإنجابية والدعم النفسي والاجتماعي. كما أشاروا إلى التهديدات التي تواجه المدافعين عن حقوق الإنسان والمستجيبين الأوائل الذين يوثقون الانتهاكات ويقدمون المساعدة للناجين. وأكدوا أن هذه الانتهاكات تحدث في ظل أزمة إنسانية كارثية في البلاد.

ودعا الخبراء إلى توفير دعم عاجل للناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي، وإلى وضع حد لاستهداف المستجيبين الأوائل والمدافعين عن حقوق الإنسان. كما طالبوا جميع أطراف النزاع في السودان بوقف الهجمات ضد هؤلاء الأفراد فورًا، مشيرين إلى استهداف ما لا يقل عن تسع نساء مدافعات عن حقوق الإنسان وناشطات بين يناير ويونيو 2024.

وأكد الخبراء على ضرورة ضمان مشاركة النساء بفعالية في عمليات حل النزاع، وفقًا لقرار مجلس الأمن رقم 1325، مشيرين إلى أن النساء يستمرن في المطالبة بوقف إطلاق النار، والوصول إلى المساعدات الإنسانية دون عوائق، والمراقبة الفعالة لهذه الأمور. وأوضحوا أن تعزيز مشاركة النساء يعتبر أمرًا أساسيًا لتحقيق السلام المستدام.

تواجه قوات الدعم السريع اتهامات بارتكاب أعمال عنف جنسي واسعة النطاق منذ بدء النزاع في أبريل من العام الماضي، حيث تشير التقارير إلى أن عناصر هذه القوات قاموا باختطاف نساء سودانيات لبيعهن في أسواق الرقيق بغرب البلاد.

وفي هذا السياق، أكدت هالة الكارب، المسؤولة الإقليمية للمبادرة الاستراتيجية لنساء القرن الإفريقي "صيحة"، توثيق 250 حالة اغتصاب وعنف جنسي في السودان، من بينها 75 حالة توثقت في ولاية الجزيرة فقط بواسطة قوات الدعم السريع.

أسفرت الحرب في السودان عن واحدة من أكبر الكوارث الإنسانية في العالم حاليًا، حيث نزح أكثر من 10 ملايين شخص بسبب الاشتباكات والنزوح إلى المناطق الآمنة في شمال وشرق البلاد.