سد أربعات.. السودان بين ألسنة الحرب ومخاطر الكارثة الطبيعية
شهدت منطقة "أربعات" الواقعة شمال مدينة بورتسودان، على ساحل البحر الأحمر في السودان، كارثة طبيعية إثر أمطار غزيرة وسيول شديدة أدت إلى انهيار سد أربعات وجرف عدة قرى بالكامل. وقد دفع هذا الوضع الطارئ ناشطين وقادة محليين في بورتسودان إلى مطالبة السلطات بإعلان المنطقة كموقع كارثة، لتمكين المنظمات الدولية من تقديم المساعدة الإنسانية.
أفاد متطوعون محليون يعملون في جهود الإغاثة لوكالة فرانس برس أن انهيار السد قد أدى إلى تدمير نحو 70 قرية في المناطق الشمالية والشرقية بشكل جزئي وكلي، مما ألحق الضرر بمنازل حوالي 50 ألف شخص.
وصرح عيسى أدروب، أحد سكان منطقة أربعات، بأن السيول جرفت المنازل والحيوانات، مشيراً إلى أن السكان اضطروا للفرار إلى الجبال بحثاً عن الأمان.
من جانبه، زار الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، القائد العام للجيش السوداني ورئيس مجلس السيادة، المناطق المتضررة من انهيار السد، وأعلن عن إرسال طائرة مروحية لإنقاذ العالقين في الجبال، كما جاء في بيان وزارة الصحة السودانية.
في ظل تفشي السيول والأمطار الغزيرة، تتسارع مخاوف انتشار الأمراض والأوبئة. ووجه وزير الصحة السوداني فرق الطوارئ الصحية لمكافحة الأوبئة ونواقل الأمراض، خصوصاً الحمى النزفية، التي تزداد خطورتها في مثل هذه الظروف.
وأشارت الأمم المتحدة إلى أن حصيلة الوفيات الناتجة عن انهيار سد أربعات قد تكون أعلى من الأرقام المعلنة. كما حذرت المنظمات المحلية من احتمالية تفشي الأمراض، مثل الكوليرا، نتيجة للسيول الشديدة التي تؤثر على عدة ولايات سودانية. وقد دعت نقابة أطباء السودان إلى تعزيز الاستعداد لمواجهة انتشار الأوبئة، بعد الإعلان الرسمي عن تفشي الكوليرا.
وكان وزير الصحة السوداني هيثم إبراهيم قد أعلن في 17 أغسطس الجاري عن تفشي وباء الكوليرا في عدد من الولايات، خاصة في ولايتي كسلا والقضارف، إلى جانب ظهور أمراض أخرى.
الكوليرا، التي تنجم عن تناول طعام أو ماء ملوث ببكتيريا ضمة الكوليرا، تتسبب في إسهال وجفاف شديدين قد يؤديان إلى الوفاة خلال ساعات إذا لم يتم علاجها بسرعة.
سد أربعات يعتبر من البنى التحتية الحيوية لتخزين مياه الأمطار الموسمية، وهو المصدر الرئيسي لمياه الشرب في بورتسودان، حيث تبلغ سعته التخزينية 25 مليون متر مكعب، حسبما ذكر موقع "التغيير" الإخباري.
عادة ما تشهد السودان أمطاراً غزيرة بين شهري مايو وأكتوبر من كل عام، ما يؤدي إلى سيول وفيضانات تسبب أضراراً للبنية التحتية والمحاصيل وتؤدي إلى تهجير العائلات.