اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي
تفجير البيجر.. متحدث أمريكا يعلق على هجمات إسرائيل تجاه لبنان رئيس جامعة الأزهر: مناهج كلياتنا تعتمد على محاربة التطرف والإرهاب المرة الأولى.. لماذا يزور رئيس الإمارات أمريكا الاثنين المقبل؟ سفراء ١٠٠ دولة.. وكيل الأزهر: نقدم أفضل الخدمات للطلاب الوافدين تعقيبا على حديث الإمام الأكبر عن تفضيل بعض أنبياء الله.. «الأزهر للفتوى»: اجتزاء الكلمات من سياقها لتحويل معناها افتراء وتدليس ينافي الأمانة وزير التعليم المصري يحدد الشكل الجديد للثانوية العامة.. تعديل المناهج ومنع الغش والحضور قطر توقع اتفاقية تنظيم ”الترانزيت” بين الدول الأعضاء بالجامعة العربية وزير الشؤون الإسلامية السعودي: الخطاب الملكي يُجسّد المواقف الثابتة لنصرة القضايا الإسلامية مرصد الأزهر ينظم ندوة توعوية للطالبات لتحصينهن ضد الأفكار المتطرفة اختيار 43 أستاذا بالأزهر بقائمة أفضل 2 % من المؤثرين في العلوم الرئيس الفلسطيني يعلق على قرار الأمم المتحدة بشأن الاحتلال الإسرائيلي أكاديمي عراقي: دعوة شيخ الأزهر تحمل رؤية صادقة.. تعرف عليها

الإفتاء تحيي ذكرى وفاة إمام أهل الحديث «البخاري»

الإمام البخاري
الإمام البخاري

تحل اليوم ذكرى وفاة الإمام البخاري وهو "أَبُو عَبْدِ ٱللَّٰه مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيْلَ ٱلْبُخَارِيّ الجعفي المذحجي" إذ رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 1 سبتمبر عام 870م، ويعد الإمام البخاري أحد اهم علماء الحديث عند أهل السنة والجماعة.

واحتفت دار الإفتاء المصرية بذكرى وفاة الإمام البخاري، من خلال نشر بيان تفصيلي عن حياة الإمام البخاري.

وأوضحت دار الإفتاء المصرية منزلة الإمام البخاري، قائلة:" إنه من أعظم الجهابذة والعباقرة الذين أنجبتهم مدرسة أهل الحديث في الإسلام".

فهو الإمام الحافظ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري [ت: 256هـ] صاحب "الصحيح"، رحمه الله تعالى ورضي الله عنه؛ هو أمير المؤمنين في الحديث، وأستاذ أهل الصنعة الحديثية، وإمام أئمة أهل الحديث في القديم والحديث؛ بهر أهل عصره ومن جاء بعدهم بحفظه وفهمه النافذ وبصره الناقد في علوم الحديث، وقد وُصِف بالحفظ من صباه وصغره.

واستشهدت دار الإفتاء بما روى عن الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (2/ 24، ط. دار الكتب العلمية) [عن سليم بن مجاهد قال: كنت عند محمد بن سلام البيكندي، فقال: لو جئتَ قبلُ لرأيتَ صبيًّا يحفظ سبعين ألف حديث، قال: فخرجت في طلبه حتى لقيتُه، فقلتُ: أنت الذي تقول: أنا أحفظ سبعين ألف حديث؟ قال: نعم، وأكثر منه، ولا أجيئك بحديث من الصحابة والتابعين إلا عرفت مولد أكثرهم ووفاتهم ومساكنهم، ولست أروي حديثًا من حديث الصحابة أو التابعين إلا ولي في ذلك أصل؛ أحفظه حفظًا عن كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم] اهـ.

وأكدت دار الإفتاء، أنه أجمع علماء المسلمين وأئمتهم ومحدثوهم عبر القرون على إمامته في علم الحديث وتقدمه فيه رواية ودراية؛ فممن نقل هذا الإجماعَ: الإمامُ الحافظ أبو عبد الله الحاكم [ت: 405هـ]؛ فقال فيما نقله عنه الإمام النووي في "تهذيب الأسماء واللغات" (1/ 71، ط. إدارة الطباعة المنيرية): هو إمام أهل الحديث، بلا خلاف بين أئمة النقل، والإمام الحاكم هو إمام أهل الحديث في عصره، كما قال الإمامان أبو حازم العبدوي الحافظ، وأبو الحسن الفارسي، وزاد: العارف به حق معرفته؛ نقله الذهبي في "تاريخ الإسلام" (28/ 127-128، ط. دار الكتاب العربي.

واستشهدت دار الإفتاء بما نقله الإمامُ النوويُّ شيخ الشافعية رحمه الله تعالى [ت: 676هـ] في كتابه "تهذيب الأسماء واللغات" (1/ 71)؛ فقال: [واعلم أن وصف البخاري رحمه الله بارتفاع المحل والتقدم في هذا العلم على الأماثل والأقران، متفق عليه فيما تأخر وتقدم من الأزمان، ويكفي في فضله: أن مُعْظَمَ مَن أثنى عليه ونشر مناقبه شيوخُه الأعلام المبرزون، والحُذَّاق المتقنون] اهـ. وهذا إمام الأئمة أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة [ت: 311هـ] -وهو إمامُ أهل الحديث في عصره بلا مدافعة، كما يقول الحاكم في "المستدرك" (1/ 593، ط. دار الكتب العلمية)- يقدِّم الإمام البخاري في علم الحديث على كل من رآهم من علماء عصره؛ فيقول: ما رأيت تحت أديم هذه السماء أعلم بالحديث مِن محمد بن إسماعيل البخاري، وفي لفظ: ما رأيت تحت أديم السماء أحفظَ لحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا أعرَفَ به من محمد بن إسماعيل البخاري. خرجه الحاكم في "تاريخ نيسابور"، والحافظ الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (2/ 26، ط. دار الكتب العلمية)، والحافظ ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (5/ 65)، والحافظ شرف الدين بن المفضل المقدسي في "الأربعين على الطبقات" (ص: 294، ط. أضواء السلف)، والحافظ أبو بكر بن نقطة الحنبلي في "التقييد" (ص: 32، ط. دار الكتب العلمية)، وغيرهم.

وأشارت دار الإفتاء، إلى أن صرَّح علماء المسلمين وأئمتهم عبر القرون بأن الإمام البخاري قد بلغ الغاية في حفظ الحديث وفهم عِلَله، وأنه جمع إلى معرفة الأسانيدِ التفقهَ في المتونِ، وأنه علَمٌ من كبار علماء الحديث روايةً ودرايةً، وأنه كان إمام زمانه، ولم يرَ فيه مثل نفسه، والذين شهدوا له بذلك إنما هم أئمة المحدثين وهم أهل الشأن وأصحاب الصنعة وأرباب التخصص ومَن إليهم المَرْجِعُ في تقويم الرجال وتقدير مكانتهم وأهليتهم في علوم الحديث وفنون الرواية؛ حيث شهدوا له بالإمامة والتفرد في علوم الحديث، وقدموه على أنفسهم في ذلك، وشهدوا بأنهم لم يروا مثله في علم الحديث والأهلية والفهم فيه، وقد امتازت هذه الشهادة بالتنوع الشديد الذي يستحيل معه التواطؤ على الخطأ أو الكذب عادة؛ فقد أثنى عليه شيوخُه وأقرانُه ومعاصروه وتلامذتُه، ثم من جاء بعده، واجتماع كل هذه الطبقات على الشهادة له بالإمامة يجعل ذلك أمرًا قطعيًّا لا مرية فيه.

مؤلفات الإمام البخاري:

صنّف الإمام البخاري وألّف كتباً كثيرة، وقد هيّأه للتأليف والكتابة وأعانه عليها ذكاؤه الحاد، وسعة حفظه، وذاكرته القوية، ومعرفته الواسعة بالحديث النبوي وأحوال رجاله من تعديل وتجريح، وخبرته التامّة بالأسانيد من صحيح وضعيف، وقد وصلنا بعض كتبه وطُبعت بينما لا يزال بعضها مفقوداً، وجُلّ مصنّفاته وكتبه لا تخرج عن السُنّة والحديث وعلومه من رواية ودراية ورجال وعلل، ومن هذه المصنّفات:

في الحديث والفقه: الجامع الصحيح المعروف باسم صحيح البخاري، الأدب المفرد، رفع اليدين في الصلاة، القراءة خلف الإمام، كتاب الهبة، المسند الكبير، المبسوط، الوحدان، الفوائد، العلل.

وفي التاريخ والرجال قدم الإمام البخاري: التاريخ الكبير، التاريخ الأوسط، التاريخ الصغير، الكٌنى، الضعفاء الصغير، الضعفاء الكبير، كما قدم أيضًا في التفسير والعقيدة كتب: التفسير الكبير، خلق أفعال العباد.

موضوعات متعلقة