من قمة السلطة إلى نداء السلام.. بونجو يستشرف مستقبل الجابون
في تصريحات جديدة، أقر الرئيس الجابوني المخلوع، علي بونجو، بوجود أوجه قصور في فترة رئاسته، معربًا عن أمله في أن تنجح السلطة العسكرية الحالية في إنهاء ما وصفه بـ "المعاناة الوطنية".
ودعا بونجو خلال حديثه إلى ضرورة المصالحة الوطنية، مؤكدًا: "على الرغم من الإنجازات التي حققتها، إلا أن الكثير من الشعب الجابوني لا يزال يعاني، وهذا هو أسفي الأكبر".
كما وجه بونجو دعوة إلى شعبه وقادته للتخلي عن الانتقام وكتابة تاريخ البلاد بيد منسجمة ومتفهمة. وتعهد بعدم تشكيل أي تهديد أو مشاكل خلال المرحلة الانتقالية التي تمر بها البلاد.
ومع ذلك، يبقى غير واضح ما إذا كانت تصريحاته تأتي بعد مفاوضات مع الحكام العسكريين، أو إذا كانت تعبر عن أمله في تأمين حرية عائلته بعد قرار اعتزاله السياسة. يذكر أن بونجو قد عانى من سكتة دماغية عام 2018، مما أثار قلقًا كبيرًا حول حالته الصحية قبيل الانتخابات الرئاسية لعام 2023. وكان الجيش قد استولى على السلطة في أغسطس الماضي، بعد أن شككت المعارضة في نتائج الانتخابات التي أُعلنت بفوز بونجو.
تولى بونجو رئاسة الجابون منذ عام 2009، خلفًا لوالده الذي حكم البلاد لأكثر من 40 عامًا، وكان للعائلة روابط قوية بفرنسا، القوة الاستعمارية السابقة. وقد قوبل الانقلاب الذي قاده الجنرال بريس أوليغوي نغوما بترحيب داخلي، لكنه أثار إدانات من هيئات إقليمية ودولية، بما في ذلك فرنسا.
بعد أسبوع من استيلاء الجيش على الحكم، أُفرج عن بونجو من الإقامة الجبرية، لكنه ظل مقيدًا في العاصمة ليبرفيل. وعلى الرغم من أن الجنرال نغويما يتبنى نهجًا تصالحيًا تجاه بونجو، إلا أن الأخير أكد أن حركته لا تزال محدودة وتخضع للمراقبة. ويواجه ابنه وزوجته تهماً تتعلق بالفساد، حيث يُحتجزان حاليًا بتهم اختلاس وغسل أموال.
في سياق متصل، لم تصدر السلطات العسكرية أي تعليق على تصريحات بونجو، لكنها نفت سابقًا مزاعم بتعذيب أفراد عائلته. وفي الوقت الذي تُتهم فيه عائلة بونجو بإثراء نفسها على حساب الشعب، تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن ثلث سكان الجابون يعيشون تحت خط الفقر، رغم كون البلاد غنية بالنفط.
وعد الجنرال نغويما بإجراء انتخابات حرة ونزيهة، إلا أنه لم يحدد بعد ما إذا كان سيترشح للرئاسة في الانتخابات القادمة المقررة العام المقبل.