ماذا نفعل لنصل إلى الهمة التي كان عليها سيدنا رسول الله ﷺ ؟.. الدكتور علي جمعة يجيب
أجاب الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية الأسبق، وعضو هيئة كبار العلماء، وشيخ الطريقة الصديقية الشاذلية، على سؤال ماذا نفعل حتى نصل إلى الهمة التي كان عليها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، قائلا:" نصل إلى ذلك بمتابعة النبي ﷺ بداية من فرائض الإسلام بيسر ومن غير تكلف، فنبدأ بإتقان الوضوء، رغبة في ثواب إسباغه وخاصة في الشتاء ، وخاصة لصلاة الفجر، وخاصة في الجماعة ؛ ففي هذا الأمر من المجاهدة والهمة ما فيه وتتولد الطاقات وتتفجر بإكراه النفس على ذلك".
الدكتور علي جمعة: الرسول صلى الله عليه وسلم يعلمنا في الصوم الصبر وحبس النفس والتهيؤ للطاعة
وتابع الدكتور علي جمعة، أنه يعلمنا ﷺ في الصوم الصبر وحبس النفس والتهيؤ للطاعة الشاملة لله سبحانه وتعالى في كل أوامره ونواهيه.
الدكتور علي جمعة: إرشاد نبوي لطيف في تربية الإنسان لنفسه
وأضاف الدكتور علي جمعة، أن هناك إرشاد نبوي لطيف في تربية الإنسان لنفسه، وهو تلبس الظاهر بالخلق الذي لم يتمكن منه الباطن، فمن كان يشكو من قلة الإخلاص فيفعل بظاهره ما فيه الإخلاص فإنه ينعكس على الباطن، وإن لم يتمكن من العفو عن أحد بقلبه، فليعفو بلسانه فذلك يهيئ القلب للعفو.
الدكتور علي جمعة يستشهد بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرتبة الإحسان
واستشهد مفتي الديار المصرية، بقول رسول الله ﷺ في مرتبة الإحسان : «أن تعبد الله كأنك تراه» ثم يعقبها فيقول : «فإن لم تكن تراه فهو يراك»، ويقول : «إذا قرأتم القرآن فابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا» لأنك عندما تتباكى وليس هناك بكاء في عينيك يؤثر هذا في نفسك من الداخل ويربيها حتى تصل إلى البكاء، ويقول "التبسم في وجه أخيك صدقة"، حتى ولو كان قلبك لا يتبسم له، فإن هذا التبسم سوف يستدرجك من هذه الحالة التي تأبى فيها النفس وترفض فيها الخير والثواب.
وأكد الدكتور علي جمعة، أن المؤمن أثناء ملاحظته لنفسه وتربيته لها إن لم يقدر على فعل شيء تركه وجاوزه إلى ما استطاع فعله، وعليه ألا يترك الخير، فإن رفض القلب فعلها يفعلها كما بينا ذلك.
الدكتور علي جمعة: اشتد الوعيد على من ترك الصلاة على سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم
وأشار مفتي الديار المصرية الأسبق، إلى أنه اشتد الوعيد على من ترك الصلاة على سيدنا النبي ﷺ إذا ذكر اسمه، فعن كعب ابن عجرة أن سيدنا النبي ﷺ قال : (احضروا المنبر، فحضرنا، فلما ارتقى درجة قال آمين، فلما ارتقى الدرجة الثانية قال آمين، فلما ارتقى الدرجة الثالثة قال آمين، فلما نزل قلنا : يارسول الله، لقد سمعنا منك اليوم شيئًا ما كنا نسمعه، قال : إن جبريل عرض لي، فقال : بعدا لمن أدرك رمضان فلم يغفر له، قلت : آمين. فلما رقيت الثانية، قال : بعدًا لمن ذكرت عنده فلم يصل عليك، قلت : آمين. فلما رقيت الثالثة قال : بعدًا لمن أدرك أبواه الكبر عنده أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة، قلت آمين) [ابن خزيمة في سننه، وابن حبان في صحيحه، والحاكم في المستدرك]. وقد ورد الحديث بالدعاء بالسحق، ورغم الأنف في روايات أخرى.
وأضاف الدكتور علي جمعة، فلنتأمل ذلك الحديث ونلاحظ شدة الوعيد، إذ يدعو أمين السماء جبريل عليه السلام، ويؤمن على الدعاء أمين الأرض سيدنا محمد ﷺ ، ويكون الدعاء بالإبعاد عن رحمة الله والخسران.
الدكتور عللي جمعة: ترك الصلاة على سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم من الكبائر
ولفت مفتي الديار المصرية الاسبق، هذا الحديث وغيره من الأحاديث جعل العلماء يرون أن ترك الصلاة على سيدنا النبي ﷺ من الكبائر، فقد عد ابن حجر الهيتمي ترك الصلاة على سيدنا النبي ﷺ من الكبائر، وذكرها الكبيرة رقم 60 في كتابه الزواجر؛ حيث قال بعد أن ذكر الحديث السابق وغيره من الأحاديث : (عد هذا هو صريح هذه الأحاديث؛ لأنه ﷺ ذكر فيها وعيدا شديدا كدخول النار, وتكرر الدعاء من جبريل وسيدنا النبي ﷺ بالبعد والسحق , ومن سيدنا النبي ﷺ بالذل والهوان , والوصف بالبخل , بل بكونه أبخل الناس, وهذا كله وعيد شديد جدا فاقتضى أن ذلك كبيرة) [الزواجر من اقتراف الكبائر]
واختتم الدكتور علي جمعة قائلا:" فنعوذ بالله من الوقوع في البخل والشح بترك الصلاة عليه ﷺ ، ونعوذ بالله أن يتحقق فينا ذلك الوعيد بتركها، ونسأله سبحانه أن يذكرنا دائمًا بالصلاة عليه في كل الأوقات.