باحثة فلسطينية لـ ”اتحادالعالم الإسلامي” : رغم حرب الإبادة إلا أن شعب غزة أدهش العالم بصموده
قالت الباحثة في الشؤون الفلسطينية " أحلام أبو السعود" إن حال الفلسطينيين في غزة بعد أكثر من 15 شهرًا من حرب "طوفان الأقصى" وإعلان وقف إطلاق النار يعكس مزيجا من مشاعر الفرح بوقف الحرب والشعور بنشوة الانتصار حيث لم يحقق نتنياهو أي هدف من أهداف الحرب، إلا المجازر والدمار والخراب، ويحمل الغزي مأساة إنسانية عميقة وألمًا مستمرًا، يتخلله صمود استثنائي ورغبة في الحياة رغم الجراح.
وأكدت في تصريحات خاصة لـ "اتحاد العالم الإسلامي" أن الأوضاع الراهنة في غزة صعبة للغاية، حيث هناك مئات الآلاف من المنازل دُمرت بالكامل، مما ترك أكثر من مليون ونصف فلسطيني بلا مأوى، حيث يعيش كثير من الفلسطينيين الآن في مراكز إيواء مؤقتة أو خيام، حيث يفتقرون إلى الخصوصية والظروف المعيشية الأساسية، والجهود لإزالة الركام وإعادة الإعمار تواجه صعوبات كبيرة بسبب الحصار المستمر ونقص الموارد، وبعد وقف إطلاق النار، لا تزال فرق الإنقاذ تعمل على انتشال الجثث المدفونة تحت الأنقاض، وهو مشهد مؤلم يزيد من فداحة الكارثة.
وأوضحت، ان آلاف العائلات ما زالت تعيش في حالة حداد وفقدان، حيث فقدت أحبابها بين شهداء ومفقودين، وأن المشاهد المؤلمة للجثث المبعثرة والدمار الشامل تترك أثرًا نفسيًا عميقًا لدى السكان، وخاصة الأطفال، إضافة إلى معاناة القطاع من نقص حاد في الغذاء، المياه، والدواء، مما يزيد من معاناة السكان، فالمستشفيات بالكاد تعمل بسبب نقص الوقود والمعدات الطبية، إلى جانب الاكتظاظ الناتج عن العدد الكبير من الجرحى، والأطفال الذين يشكلون نسبة كبيرة من سكان غزة، يعانون من صدمات نفسية عميقة نتيجة الحرب والقصف المستمر.
وأكملت، يعيش الفلسطينيون في غزة حالة من الحزن العميق بسبب فقدان أحبائهم ودمار منازلهم واحيائهم، وهناك شعور بالغضب تجاه العالم الصامت، والاحتلال الإسرائيلي الذي تسبب في هذه الكارثة، علي رغم كل الألم، يستمر الشعب الفلسطيني في غزة في إظهار صمود يُدهش العالم، فهم مصرون على البقاء في أرضهم وإعادة بناء حياتهم.
أما عن أمنيات وتطلعات أهل غزة فهم يتمنون أن تبدأ عملية إعادة بناء بيوتهم ومدارسهم ومستشفياتهم في أسرع وقت، ليعودوا إلى حياة كريمة، كما يأملون في محاسبة المسؤولين عن الجرائم التي ارتكبت خلال الحرب وتحقيق العدالة، ويأملون في رفع الحصار المستمر ليتمكنوا من استيراد مواد البناء وإعادة بناء اقتصادهم، كما يتطلعون إلى دعم دولي يرقى إلى مستوى معاناتهم، سواء من خلال المساعدات الإنسانية أو الضغط السياسي لإنهاء الاحتلال، ويرغب الفلسطينيون في العيش بحرية وكرامة، دون خوف من الحروب أو التهديد المستمر.
وتمنت العودة إلى الاستقلال، لأنه حلم يراود الجميع بالعودة إلى أراضيهم المحتلة وإنهاء الاحتلال وهو هدف راسخ في وجدان كل فلسطيني
واختتمت، إن حال الفلسطينيين في غزة اليوم هو حال شعب عانى فوق طاقته ولكنه يرفض الانكسار، ورغم الركام والجراح، تظل نظرتهم إلى المستقبل مفعمة بالأمل بأن يأتي يوم يعيشون فيه حياة كريمة في وطن حر ومستقل، بعيدًا عن الألم والدمار.