بناءً على طلب فلسطين.. مصر تستضيف قمة عربية طارئة

بناءً على طلب من دولة فلسطين، وبالتنسيق مع مملكة البحرين الرئيس الحالي للقمة العربية والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، قررت مصر استضافة قمة عربية طارئة في 27 فبراير الجاري.
وتأتي هذه الخطوة في ظل التطورات المتسارعة والمقلقة في القضية الفلسطينية، وأخرها المطالبات الأمريكية بتهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة
وقالت وزارة الخارجية في بيان «تستضيف جمهورية مصر العربية قمة عربية طارئة يوم 27 فبراير 2025 بالقاهرة وذلك بعد التنسيق مع مملكة البحرين الرئيس الحالي للقمة العربية والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وكذلك بعد التشاور والتنسيق من جانب مصر وعلى أعلى المستويات مع الدول العربية الشقيقة خلال الأيام الأخيرة، بما في ذلك دولة فلسطين التي طلبت عقد القمة، وذلك لتناول التطورات المستجدة والخطيرة للقضية الفلسطينية».
يأتي ذلك بالتزامن مع ترحيب وزراء إسرائيليون متطرفون بتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة بعد دمار الحرب، وإعادة توطين الفلسطينيين في أماكن أخرى وتطوير القطاع اقتصادياً. إذ تعهد الوزير الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش بالعمل على إنهاء فكرة إقامة دولة فلسطينية بشكل نهائي.
وقال في تصريح مصور عبر "تلغرام" إن خطة ترامب هي الرد الحقيقي على هجوم 7 أكتوبر 2023.
كما أشاد إيتمار بن غفير، وزير الأمن العام الإسرائيلي السابق، بتصريحات ترامب حول ضرورة إعادة توطين سكان غزة خارج القطاع، ووصفها بأنها "الحل الوحيد".
ودعا بن غفير، زعيم حزب "عوتسماه يهوديت"، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تبني هذه السياسة فوراً.
كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد قال إن الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على قطاع غزة، مشيرًا إلى أن واشنطن ستقوم بتفكيك القنابل غير المنفجرة التي خلفها الجيش الإسرائيلي وإزالة المباني المدمرة.
وأضاف أن الولايات المتحدة ستعمل على إعادة إعمار غزة، وتوفير وظائف ومساكن للسكان، وخلق تنمية اقتصادية.
وتوقع ترامب أن يصبح قطاع غزة بعد إعادة الإعمار وجهة مميزة في الشرق الأوسط، مشبهًا إياها بـ"ريفييرا الشرق الأوسط"، مؤكداً أن سكانه سيعيشون في ظروف أفضل بعد التدمير الذي تعرضوا له.
وأشار إلى أن الفلسطينيين قد يكونون جزءاً من سكان غزة بعد إعادة الإعمار.
ورغم رفض مصر والأردن استقبال الفلسطينيين من غزة، أعرب عن ثقته في أن قيادتي الأردن ومصر ستقدمان الأرض اللازمة لتحقيق ذلك. وأضاف أن سيطرة الولايات المتحدة على غزة ستجلب استقراراً للمنطقة، وأنه درس الفكرة بتأنٍ وقد لاقت إعجاباً من القيادات العليا.
كما أكد الدكتور محمد البرادعي، المدير العام الأسبق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، في وقت سابق أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن خطة إخلاء قطاع غزة من سكانه تمثل تطهيراً عرقياً وفقاً للقانون الدولي.
وكتب البرادعي على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك أن هذه الخطوة تشمل استيلاء الولايات المتحدة على غزة لإعادة بنائها وتحويلها إلى منتجع عالمي، وهو ما يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي.
وأشار البرادعي إلى أن ترامب قد عدل عن فكرة إقامة دولة فلسطينية بحجة تغير الظروف، وهو ما يشكل انتهاكاً لحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم ويتناقض مع القوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة.
وأضاف البرادعي أن هذه التصريحات، رغم صدمتها، كانت متوقعة من شخص كان ولا يزال يُستجدَى له. وأوضح أن غياب أي تحرك جاد من الدول العربية لتحقيق توازن في القوى، في ظل الانقسامات الفلسطينية والعربية المتزايدة، ساهم في تفاقم الوضع.
وأكد البرادعي أن أهم ما يجب أن نفهمه هو أن قوة الدول تكمن في قوة شعوبها، مشيراً إلى أن ما يحدث اليوم هو نتيجة طبيعية للتعنت الإمبريالي الأمريكي.