الصليب الأحمر: ننسق مع جميع الأطراف لضمان تنفيذ مهامنا الإنسانية

أكد الدكتور هشام مهنا، المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، أن دور اللجنة يظل ثابتًا كوسيط إنساني محايد، سواء في هذا النزاع بين إسرائيل وحماس أو في مناطق النزاع الأخرى حول العالم.
وأوضح مهنا خلال مداخلة مع الإعلامية داليا أبو عميرة، على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن اللجنة تبدأ ممارسة دورها بعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، وذلك عقب تقديم طلب رسمي وضمانات أمنية تتيح لها التحرك بحرية، قائلا: "نحن على تواصل دائم مع جميع الأطراف، بما في ذلك السلطات الإسرائيلية، وحركة حماس، والوسطاء، لضمان تنفيذ مهامنا الإنسانية بأمان".
وأشار إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تعمل على تأمين عملية نقل المفرج عنهم وضمان سلامتهم، سواء كانوا معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية أو رهائن أُطلق سراحهم، مضيفًا: "لدينا فرق متخصصة، تضم أطباء من اللجنة، تعمل على تقييم الأوضاع الصحية والإنسانية للمعتقلين عند الإفراج عنهم".
في خطوة حاسمة نحو تسهيل عملية الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين، وصلت سيارات اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى وسط قطاع غزة.
هذا الحدث يكتسب أهمية خاصة في ظل الأوضاع الإنسانية المعقدة التي يشهدها القطاع، حيث تلعب اللجنة الدولية دوراً محوريًا في تسهيل العمليات الإنسانية وحماية حقوق الأفراد في مناطق النزاع.
السيارات التي دخلت غزة جاءت في إطار الترتيبات النهائية التي تنفذها كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، للإفراج عن 3 إسرائيليين من مدينة دير البلح، وهي عملية هامة ضمن سلسلة من عمليات تبادل الأسرى التي تشمل توقيع اتفاقية لوقف إطلاق النار.
تأتي هذه الخطوة في وقت حساس حيث يعاني قطاع غزة من حصار وأزمات إنسانية خانقة، وكان دخول سيارات الصليب الأحمر بمثابة نقطة تحول في هذه الترتيبات التي أظهرت مرة أخرى الدور الحيوي للمؤسسات الإنسانية في المساهمة في تقليص المعاناة الإنسانية في وقت الحرب.
ورغم التحديات الكبيرة، فإن وجود الصليب الأحمر يعتبر ضمانًا لتنفيذ الاتفاقات المتعلقة بالأسرى والمحتجزين في بيئة مشحونة بالتهديدات العسكرية.
وفقا للمصادر، تشمل هذه العملية الإفراج عن 3 إسرائيليين وهم إلياهو داتسون، يوسف شرابي، وأور أبراهام ليشها ليفي، حيث أفيد بأن اثنين منهم من كبار السن بينما يعاني الثالث من إصابة أو حالة مرضية.
هذه العملية هي جزء من اتفاق تبادل أسرى ووقف إطلاق النار، الذي جرى التوصل إليه بوساطة مصرية وقطرية ودعم أميركي، وهو ما يعكس الجهود الدولية المستمرة للتوصل إلى حلول سلمية للعديد من القضايا العالقة.
في حين أن وصول سيارات الصليب الأحمر قد بدد بعض المخاوف، إلا أن الميدان في غزة كان يزدحم بعناصر كتائب القسام الذين عززوا الإجراءات الأمنية في منطقة دير البلح، إذ ظهروا بزيهم العسكري الكامل مدججين بالأسلحة.
كانت المركبات التي جابت المنطقة مزودة برشاشات ثقيلة، وهو ما أضاف إلى التوترات في المنطقة. في ذات الوقت، ارتفعت أعلام حماس ووضعت شعارات تمجد "النصر المطلق" وتصور صور قيادات حماس الشهداء، مما أضاف طابعاً سياسياً ورمزياً لهذه العملية.
هذا التبادل يأتي في إطار الدفعة الخامسة لإطلاق سراح
الإسرائيليين ضمن المرحلة الأولى من الاتفاق، حيث سيتم بموجب هذا الاتفاق إطلاق سراح 183 أسيرًا فلسطينيًا. ورغم أن هذا المشهد يبدو محملاً بالتوترات، فإنه يكشف عن رغبة في تحقيق تفاهمات إنسانية رغم الصراع العسكري.
وفي الختام، يعتبر وصول سيارات الصليب الأحمر إلى قطاع غزة خطوة هامة نحو تسهيل عمليات التبادل الإنساني، ويشكل جزءًا من محاولات أوسع لتقليص المعاناة الإنسانية والضغط من أجل إيجاد حلول سلمية في منطقة تعاني من النزاع المستمر.