معاناة شعبية وصمود متواصل.. استمرار العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية
واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على طولكرم اليوم الأحد، ليشمل مخيم نور شمس شرق المدينة، مع دخول عدوانه على المدينة ومخيم طولكرم يومه الـ14. كما واصل عدوانه على مدينة جنين ومخيمها لليوم الـ20، وعلى مخيم الفارعة جنوب طوباس لليوم الثامن على التوالي.
في مخيم نور شمس، استشهدت سندس جمال شلبي (23 عامًا) وجنينها، برصاص جيش الاحتلال، بينما أصيب زوجها بجروح خطيرة. ولم تتمكن الطواقم الطبية في طولكرم من إنقاذ حياتها أو حياة الجنين بسبب صعوبة نقل المصابين، حيث تم نقل زوجها إلى مستشفيات رام الله.
من جانب آخر، منعت قوات الاحتلال طواقم الهلال الأحمر من الوصول إلى المصابين في المخيم لفترة، حتى تمكّنوا من الوصول إلى جثمان شلبي وزوجها ونقلهما إلى مستشفى الشهيد ثابت الحكومي في طولكرم.
وأفاد شهود عيان أن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص الحي على السيارة التي كانت تقل شلبي وزوجها أثناء محاولتهما الهروب من منزلهم في المخيم.
مع استشهاد شلبي، يرتفع عدد شهداء طولكرم إلى ستة منذ بداية العدوان المستمر على المدينة.
يواصل الاحتلال عدوانه على مدينة جنين ومخيمها لليوم الـ20 على التوالي، مما أسفر عن استشهاد 25 شخصًا وعشرات المصابين. وعثرت طواقم الحركة الاحتجاجية أمس على شاب مصاب بالرصاص الحي داخل المخيم بعد 19 يومًا من انقطاع الاتصال به.
وأفادت مصادر محلية بأن الدمار شمل المنازل والممتلكات في المخيم، حيث تدمّرت أجزاء من الأحياء بالكامل، وتضررت الشوارع والمرافق العامة. وأكد كمال أبو أكثر، مسؤول في الصحافة، أن 15 ألف شخص نزحوا من المخيمات، منهم 3500 أسرة، وتوجهوا إلى عدة بلدات وقرى في المحافظة، وخاصة بلدة برقين.
تستمر قوات الاحتلال في حصار مستشفى جنين بعد تجريف مدخله، ويعمل الدفاع المدني على إيصال المياه للمستشفى باستخدام الجرارات الزراعية بعد منع دخول صهاريج المياه. كما اعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة مواطنين من اليامون غرب جنين، وأعاقت حركة المواطنين في المدينة.
واصل الكولونيل اليوناني عدوانه على مخيم الفارعة جنوب طوباس لليوم الثامن على التوالي، حيث فرض الحظر على وصول التعزيزات العسكرية من الحمرا التطوعية. كما تم احتلال التطريز الكندي في المخيم يوم أمس، وتم تهديد السكان بإخلاء المنازل.
منذ صباح أمس، واصل الاحتلال مداهمة المنازل، واعتقل شبانًا من المخيم بعد تفتيش محتويات المنازل. في هذا السياق، أدان حاكم طوباس والأغوار الشمالية، أحمد الأسعد، الاعتداء على العائلات الفلسطينية في المخيم، وأعلنت بعض المدارس في طوباس استعدادها لاستقبال النازحين.
في وقت لاحق، اقتحم الاحتلال مدينة طوباس فجر اليوم الأحد، حيث داهموا منزل عائلة الشهيد محمد دراغمة وشقيقه كمال. خلال المداهمة، أطلق الاحتلال الرصاص على المنزل واعتدى بالضرب على والد الشهيد، ما استدعى نقله للمستشفى.
في 21 يناير 2025، بدأ الاحتلال عدوانًا عسكريًا على شمال الضفة الغربية، بدءًا من مدينة جنين ومخيمها، ثم توسع إلى مدينة طولكرم ومخيمها في 27 يناير، قبل أن يقتحم بلدة طمون ومخيم الفارعة في 2 فبراير. بعد حصار دام 7 أيام، انسحب من طمون، لكنه يواصل عدوانه على مخيم الفارعة.
وفي الوقت ذاته، استمر العدوان على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، وسط صمود مقاوم. شهدت الضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية، استشهاد 908 مواطنين، بينهم 183 طفلًا، ليصل العدد الإجمالي للشهداء إلى 7 آلاف.
ومنذ بداية 2025، استشهد 73 مواطنًا، بينهم 11 طفلًا.
