بالفيديو..هل طلب العلم للمرأة فرض عين أم كفاية؟.. أمينة الفتوى تحسم الجدل

أكدت الدكتورة مروة سعد الدين، أمينة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الشريعة الإسلامية لم تمنع المرأة من طلب العلم، بل جعلته في بعض الحالات فرض عين، لا سيما إذا كانت المرأة مسؤولة عن تربية أبنائها أو العناية بأسرتها، مما يستوجب عليها الإلمام بالعلوم الأساسية لتنشئة جيل صالح.
وأوضحت أمينة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حوار مع الإعلامية سالي سالم، ببرنامج "حواء"، المذاع على قاة الناس اليوم الأحد،أن طلب العلم قد يكون فرض كفاية، إذا قام به البعض سقط عن الآخرين، لكنه يصبح فرض عين على المرأة إذا لم يكن هناك غيرها قادر على تحصيل هذا العلم وتعليمه للآخرين.
وأضافت أن الإسلام لم يضع قيودًا على تعلم المرأة، إلا إذا كان العلم ضارًا بها أو بالمجتمع، مشيرةً إلى أن الصحابيات وأمهات المؤمنين كنّ من كبار العلماء في عصرهن، مثل السيدة عائشة وأم الدرداء، اللتين كان الصحابة والتابعون ينهلون من علمهن.
كما شددت على أهمية التزام المرأة بضوابط التعلم، مثل عدم الاختلاط غير المنضبط، التحلي بالحشمة، وتجنب التزاحم الذي قد يؤدي إلى الاحتكاك الجسدى، مؤكدةً أن العلم نور يُخرج الإنسان من ظلام الجهل، وأن المرأة تُثاب على سعيها في طلب العلم، خاصة إذا كان هدفها تربية الأبناء أو النهوض بالمجتمع.
وفي سياق أخر أكدت دار الإفتاء أن هروب بعض الطلاب من المدرسة، هو فعل محرم شرعاً، كما شددت الدار على أن التعليم مطلوب في الإسلام على سبيل العموم، وهو حقٌّ واجبٌ للأبناء على آبائهم، وإهمالُ الآباء في ذلك بمنع أبنائهم من الالتحاق بالمدارس أو تسريحهم منها هو حرمانٌ للأبناء من هذا الحق الأصيل، وهو فعل مذمومٌ شرعًا، ومجرَّمٌ قانونًا.
وحثَّ الإسلام على طلب العلم ورغَّب فيه وأعلى شأن طالبيه؛ فقال تعالى: ﴿يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ [المجادلة: 11]، وهذا الشَّرَف حاصلٌ لمَنْ طَلَب علمًا دينيًّا يصلح به أمر آخرته، أو عِلْمًا دنيويًّا يصلح به أمر دنياه؛ فقد نصَّ الفقهاء على أنَّ طلب العلوم الدنيوية -ممَّا تتوقف عليه مصالح العباد- يُعدُّ من فروض الكفايات.
وعندما وصف الله تعالى في كتابه العلماء بأنهم هم أهل خشيته مِن خَلْقِه جاء ذلك في سياق الكلام على دورة الحياة في الطبيعة، وتنوع ألوان الثمار (علم النبات)، واختلاف أشكال الجبال (علم الجيولوجيا)، ومظاهر اختلاف الكائنات الحية (التنوع البيولوجي)، وكلها من العلوم الدنيوية؛ قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ﴾ [فاطر: 27-28].
وتَعلُّم العلم تعتريه الأحكام التكليفية؛ فيكون فرض عين؛ كتعلم ما لا بُدَّ منه للمسلم لإقامة دينه وأداء عبادته، وصحة معاملاته، كتعلم أحكام الطهارة، والصلاة، والصوم، والزكاة، والحج لمن وجب عليه، وإخلاص النية في العبادات لله، وتعلم أحكام البيوع والمعاملات للاحتراز عن الحرام، وكل مَن اشتغل بشيءٍ يفرض عليه تعلم حكمه ليمتنع عن الحرام فيه.
ويكون التعلم فرض كفاية؛ كتعلم كل علم لا يستغنى عنه ممَّا يرتبط بمصالح الناس الدنيوية؛ كالطب، والحساب، وكذا علم النحو، واللغة، والكلام، والقراءات، وأسانيد الحديث.
ويكون مندوبًا؛ كالتبحُّرِ في الفقه بالتَّوسُّع فيه، والاطلاع على غوامضه، وكذا غيره من العلوم الشرعية.
ويكون مباحًا؛ كتعلم الشعر الذي ليس فيه ما ينكر.
وقد يكون التعلم مكروهًا؛ كتعلم أشعار الغَزَل ممَّا فيه وصف النساء الـمُعيَّنات.
وقد يكون التعلّم حرامًا؛ كتعلم الشعوذة، وضَرْب الرمل، والسحر، والكهانة، والعرافة.