تفاصيل الخطة العربية لإعمار غزة.. إشراف فلسطيني ومواجهة المخططات الأمريكية
![غزة](https://media.unitedmuslimworld.com/img/25/02/12/31689.webp)
تتضح معالم الخطة العربية القادمة بشأن قطاع غزة من خلال تصريحات ومصادر رسمية، التي تشير إلى ضرورة أن تكون عملية إعمار القطاع تحت إشراف أبناء غزة أنفسهم، دون المساس بحقهم في العيش في أرضهم وتهجيرهم. يأتي هذا في مواجهة الموقف الثابت للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يدفع نحو مخطط لإخلاء القطاع.
في هذا السياق، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، على توافق موقف بلديهما تجاه القضية الفلسطينية، مشددين على أهمية بدء عملية إعادة إعمار غزة بشكل فوري، مع التأكيد على ضرورة الحفاظ على حقوق الفلسطينيين وعدم تهجيرهم. كما أعربا عن استعدادهما للتعاون مع الرئيس الأمريكي ترامب من أجل الوصول إلى حل سلمي طويل الأمد من خلال تطبيق حل الدولتين.
كما أكدت مصادر مطلعة أن الرئيس السيسي، قرر عدم التوجه إلى واشنطن لإجراء محادثات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، إذا تضمن جدول الأعمال مناقشة خطة ترامب الخاصة بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.
وفي الوقت نفسه، يواصل الوسطاء جهودهم لإنقاذ مسار الهدنة في غزة، التي تم تعليقها مؤخراً. وكشفت مصادر من حركة "حماس" عن أن الوسطاء قدموا ضمانات بشأن التزام إسرائيل ببنود الاتفاق، وهو ما قد يتيح بدء المفاوضات الجادة للمرحلة الثانية. كما أكدت المصادر أنه في حال التزمت إسرائيل بتلك البنود، فإن عملية تسليم الرهائن تتم وفقاً للموعد المحدد، ما يبشر بوجود أجواء إيجابية تسهم في تسوية الوضع الحالي.
وتعتبر مصر، واحدة من أكبر الدول المتلقية للمساعدات العسكرية الأمريكية، سبق وأن أبدت اعتراضات قوية على هذه الخطة. وفي عدة مناسبات، أكد الرئيس السيسي أن مصر لن تشارك في أي خطة تهجير واسعة للفلسطينيين عبر حدودها.
أكد وزير الخارجية بدر عبد العاطي في لقائه مع السيناتور كريس فان هولن، عضو مجلس الشيوخ الأمريكي، على ضرورة بدء عملية التعافي المبكر في قطاع غزة، وهو ما يتطلب إزالة الركام وإعادة الإعمار في إطار زمني محدد.
كما أكد وزير الخارجية حرص مصر على أن تتم هذه العملية دون أن يتم تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وهي نقطة أساسية تمس حقوق الفلسطينيين في البقاء على أراضيهم التي يتمسكون بها.
وشدد وزير الخارجية، خلال اللقاء على أهمية إيجاد أفق سياسي حقيقي للقضية الفلسطينية، مما يتطلب جهوداً ملموسة من أجل إقامة دولة فلسطينية مستقلة، مع ضمان حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم.
وتابع عبد العاطي أن هناك توافقاً عربياً كاملاً على رفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من ديارهم، وهو موقف يعكس دعم الدول العربية الثابت للمطالب الفلسطينية.
وفيما يتعلق بالعلاقات بين مصر والولايات المتحدة، أشار عبد العاطي إلى أن التعاون الاستراتيجي بين البلدين يعد ركيزة أساسية لدعم جهود إعادة الاستقرار في المنطقة، خاصة في ظل الوضع الراهن في فلسطين. هذه العلاقات تأتي في وقت حرج، حيث تسعى مصر إلى تقديم حل شامل للمسألة الفلسطينية، مدعومة بموقف قوي على الساحة الدولية.
وفي هذا السياق، أعلنت وزارة الخارجية عن استضافة قمة عربية طارئة في 27 فبراير المقبل لمناقشة التطورات "المستجدّة والخطيرة" للقضية الفلسطينية. القمة تعقد في وقت حساس للغاية، بعد تزايد التنديد الإقليمي والدولي تجاه المقترح الأمريكي الذي تقدم به الرئيس دونالد ترامب، والذي يقضي بفرض "السيطرة الإسرائيلية على قطاع غزة" مع إعادة توطين الفلسطينيين في أماكن أخرى، وهو ما رفضته العديد من الأطراف الفلسطينية والعربية والدولية.
تجدر الإشارة إلى أن خطة ترامب لتهجير أكثر من مليوني فلسطيني من قطاع غزة أثارت موجة من الغضب في العالم العربي، إذ تتضمن الخطة إبعاد الفلسطينيين عن القطاع وتحويله إلى ما وصفه بـ "ريفييرا الشرق الأوسط". كما تضمنت الخطة مطالبة مصر والأردن باستقبال الفلسطينيين الذين يتم تهجيرهم.