اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

خامنئي يضغط على قطر لاستعادة عائدات النفط الإيرانية المحتجزة

المرشد الإيراني
المرشد الإيراني

في خطوة تعكس تصعيداً في العلاقة بين إيران وقطر، دعا المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى عدم الانصياع للضغوط الأمريكية والعمل على الإفراج عن العائدات النفطية الإيرانية المحتجزة في الدوحة.
واعتبر خامنئي أن إيران لا تزال تتوقع من قطر الوفاء بالتزاماتها بشأن الأموال التي تم تجميدها في وقت سابق، مشيراً إلى أن العقبة الرئيسية التي تحول دون الإفراج عن تلك الأموال هي التدخل الأمريكي.

جاءت هذه التصريحات خلال اجتماع بين خامنئي وأمير قطر في طهران يوم الأربعاء، حيث تم التأكيد على العلاقة الودية بين البلدين رغم بعض "القضايا المبهمة"، وعلى رأسها المدفوعات الكورية الجنوبية الخاصة بالنفط الإيراني، التي تم تجميدها في حسابات مصرفية في كوريا الجنوبية بعد تشديد إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق، دونالد ترامب، للعقوبات على إيران. ورغم محاولات الإدارة الأمريكية السابقة بقيادة جو بايدن لإعادة هذه العائدات إلى إيران عبر دول وسيطة مثل قطر في إطار اتفاق لتبادل السجناء، إلا أن قطر ما تزال تحتفظ بجزء منها، وهو ما يثير تساؤلات حول خلفية استمرار هذا الاحتجاز.

خامنئي ألمح إلى أن الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة، وخصوصاً في حال فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية المقبلة، تمثل العقبة الرئيسية التي تحول دون التزام قطر الكامل بإعادة الأموال إلى إيران. كما شدد خامنئي على ضرورة أن تتجاهل قطر الضغوط الأمريكية، وأن تكون أكثر التزاماً بإعادة الأموال المحتجزة، معتبراً أن طهران لا تزال تأمل في أن تؤدي الاتفاقات المبرمة مع الدوحة إلى تحقيق مصالح البلدين.

هذا التصريح يأتي في وقت حرج بالنسبة لإيران، التي شهدت نمواً ملحوظاً في صادراتها النفطية في عام 2024، حيث تجاوزت الإيرادات النفطية الإيرانية حاجز 50 مليار دولار سنوياً، وهو ما يعد مؤشراً على قدرة طهران على التكيف مع العقوبات المفروضة عليها، والبحث عن طرق بديلة لتصدير النفط والالتفاف على القيود الاقتصادية.

كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فاجئ المجتمع الدولي بتصريح غير متوقع يتعلق بإيران، حيث أبدى رغبته في إبرام صفقة سلام معها. نشر ترامب عبر منصته "تروث سوشيال" أن هدفه هو التوصل إلى اتفاق سلام موثوق يمكّن إيران من النمو والازدهار، في مقابل ضمان عدم حصولها على أسلحة نووية. جاء هذا التصريح بعد فترة قصيرة من حديثه في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حيث أكد ترامب: "أود أن أتمكن من إبرام صفقة عظيمة مع إيران، صفقة تمكنهم من مواصلة حياتهم بشكل جيد".

تتزامن هذه التصريحات مع توقيع ترامب لمذكرة رئاسية تضمنت تجديد سياسة الضغط الأقصى على إيران بهدف منعها من تطوير سلاح نووي، بالإضافة إلى تقليص صادراتها النفطية. ورغم لهجته التصالحية في هذا السياق، أضاف ترامب في حديثه مع الصحافيين تهديدًا واضحًا، حيث قال: "إذا ردّت إيران، وحاولت قتلي، فنقضي عليها".
لطالما كانت نبرة ترامب تجاه إيران متناقضة، فقد أطلق خلال حملته الانتخابية تهديدات قاسية ضد إيران، متعهدًا بفرض عقوبات شديدة وحصار اقتصادي على خلفية أنشطتها المزعزعة للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، كما انسحب من الاتفاق النووي مع إيران في 2018. ومع ذلك، لم تكن دعوة ترامب الأخيرة لإيران بالتوصل إلى اتفاق مفاجئة تمامًا، إذ سبق له أن أبدى رغبة مماثلة في عام 2020. في تلك الفترة، بعد توقيع اتفاقيات تطبيع بين بعض الدول العربية وإسرائيل، وجه مستشار الأمن القومي آنذاك، جاريد كوشنر، رسالة إلى الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني دعا فيها إلى تجاوز الصراعات التاريخية، مشيرًا إلى أنه "حان الوقت للمنطقة للمضي قدمًا، وأن يتوقف الناس عن الوقوع في صراعات الماضي".