من مصر إلى غزة.. دخول أول دفعة من المنازل المتنقلة لتخفيف الأضرار

في خطوة مهمة نحو تقديم الدعم الإنساني لقطاع غزة، عبرت اليوم الخميس أول دفعة من المنازل المتنقلة إلى معبر كرم أبو سالم، تمهيدًا لدخولها إلى القطاع. تأتي هذه الخطوة في إطار الجهود الإنسانية المستمرة لتوفير مأوى للنازحين الفلسطينيين.
تشمل هذه الدفعة 15 منزلًا متنقلًا تم تقسيمها على 5 شاحنات، إضافة إلى جرافة تدخل أيضًا إلى غزة. كما شهد المعبر ذاته عبور الدفعة الـ17 من المرضى والمصابين من غزة إلى المستشفيات المصرية لتلقي العلاج.
هذه المنازل جزء من الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة مصرية وقطرية، والذي يتضمن إدخال معدات لإنشاء 60 ألف وحدة سكنية مؤقتة للفلسطينيين الذين فقدوا منازلهم بسبب العدوان الإسرائيلي.
ويتضمن الاتفاق أيضًا إدخال مستلزمات للبنية التحتية، حيث ستُجرى عمليات إعادة تأهيل شاملة في القطاع، بما في ذلك إدخال المعدات اللازمة لإزالة الركام والأنقاض، بالإضافة إلى بناء مراكز لإيواء النازحين مثل وحدات سكنية مؤقتة وخيام.
من حيث التصميم، تتميز المنازل المتنقلة التي يتم إدخالها بمساحة 40 مترًا مربعًا لكل وحدة، وتضم غرفتين مجهزتين تستوعبان ثلاثة أسرة، مع تزويدها بوصلات كهربائية وإضاءة ونوافذ للتهوية. كما تم تزويد الحوائط العازلة للحرارة، مما يضمن راحة أكبر للنازحين في ظل الظروف الصعبة التي يعانون منها.
وبحسب الاتفاق، يتوقع أن تشمل المرحلة المقبلة جهودًا لإعادة بناء المنازل والبنية التحتية المدمرة في القطاع، تحت إشراف مشترك من مصر وقطر والأمم المتحدة، بالإضافة إلى دعم من جهات دولية أخرى. هذه الخطوات تأتي في سياق الجهود الإنسانية المستمرة لدعم الفلسطينيين في غزة، وتخفيف معاناتهم الناجمة عن الأوضاع الحالية.
يذكر أن عملية دخول معدات ثقيلة إلى قطاع غزة عبر معبر رفح، بدأت الثلاثاء الماضي في خطوة يُنظر إليها على أنها جزء من تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه في وقت سابق.
وكانت حركة حماس قد أدانت، في بيان لها أول من أمس، رفض إسرائيل إدخال المنازل المتنقلة والمعدات الثقيلة إلى غزة، معتبرة ذلك بمثابة "تنصل واضح" من تعهدات إسرائيل والتزاماتها بموجب الاتفاق. وقد أشارت حماس إلى أن هذا الرفض يأتي في وقت يعاني فيه القطاع من دمار واسع نتيجة التصعيد العسكري الأخير، مما يهدد جهود إعادة الإعمار.
وتجدر الإشارة إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين الأطراف المتنازعة يتضمن بنداً واضحاً ينص على ضرورة إدخال معدات ثقيلة ومنازل متنقلة إلى غزة، بهدف إنشاء ما لا يقل عن 60 ألف منزل مؤقت. هذه المنازل تعتبر ضرورية لاستيعاب السكان المتضررين من الأضرار الهائلة التي لحقت بالمنازل والبنية التحتية في القطاع نتيجة الأعمال القتالية.
ويبدو أن دخول المعدات الثقيلة اليوم يمثل خطوة في تنفيذ هذه التعهدات، إلا أن الخلافات حول التوقيت وتفاصيل التنفيذ ما زالت مستمرة، مما يثير تساؤلات حول مدى التزام الأطراف المعنية بتنفيذ الاتفاقات على أرض الواقع.
أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، عن إنشاء هيئة جديدة تهدف إلى تمكين الفلسطينيين من مغادرة قطاع غزة "طواعية"، وذلك في إطار خطة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.