انفجار غامض في طرطوس.. وكارثة إنسانية في اللاذقية

شهدت مدينة طرطوس، غربي سوريا، انفجارًا قويًا يوم الأحد، أثار حالة من الهلع بين السكان، خصوصًا أنه وقع بالقرب من المرفأ المطل على البحر المتوسط، وهي منطقة حيوية واستراتيجية. وأفاد شهود عيان بأن صوت الانفجار كان مسموعًا بوضوح، لكن اللافت أنه لم يُلاحظ أي دخان أو ألسنة لهب، ما زاد من الغموض حول طبيعة الحادث.
ورغم غياب أي تصريح رسمي حول الحادث، إلا أن منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي تحدثت عن أن الانفجار نجم عن قيام بارجة روسية بإسقاط طائرة مسيّرة مجهولة المصدر فوق نادي الضباط الجديد. وإذا صحت هذه المعلومات، فهذا يشير إلى احتمال تعرض القواعد الروسية في سوريا لمحاولات استهداف بطائرات مسيرة، وهو أمر قد يُدخل المنطقة في موجة جديدة من التوترات العسكرية.
المخاوف الأمنية امتدت إلى المؤسسات التعليمية، حيث ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الانفجار أدى إلى حالة من الذعر داخل مدارس طرطوس، إذ اضطر الطلاب والمعلمون إلى الخروج إلى ساحات المدارس، وسط مخاوف من تصعيد أمني إضافي.
هذا الحادث يأتي في ظل تزايد التوترات العسكرية في الساحل السوري، حيث تُعتبر طرطوس مركزًا استراتيجيًا مهمًا نظرًا لوجود القاعدة البحرية الروسية، ما يجعلها هدفًا محتملًا لهجمات من قبل جهات معادية لموسكو أو للحكومة السورية.
كارثة إنسانية بسبب مخلفات الحرب
بالتزامن مع تصاعد المخاوف الأمنية في طرطوس، شهدت مدينة اللاذقية حادثًا مأساويًا آخر، حيث انفجر مبنى سكني في حي الرمل الجنوبي، ما أدى إلى سقوط 16 قتيلاً، بينهم 5 نساء و5 أطفال، إضافة إلى 18 مصابًا، بينهم 6 أطفال. هذه الحصيلة مرشحة للارتفاع مع استمرار عمليات البحث والإنقاذ لاستخراج العالقين تحت الأنقاض.
وأفادت مصادر طبية ودفاع مدني بأن الانفجار نجم عن مخلفات حربية كانت موجودة في أحد المباني، بينما رجّحت تقارير أخرى أن يكون السبب محاولة شخص تفكيك رأس حربي غير منفجر داخل محل خردوات. هذا الحادث يسلط الضوء على مشكلة انتشار الذخائر غير المنفجرة في سوريا، والتي لا تزال تحصد أرواح المدنيين حتى بعد سنوات من انتهاء المعارك في بعض المناطق.
تداعيات أمنية وعسكرية محتملة
هذان الحادثان يشيران إلى أزمة أمنية متعددة الأبعاد:
في طرطوس، يُحتمل أن يكون الانفجار مرتبطًا بمحاولات استهداف المصالح الروسية في سوريا، مما قد يؤدي إلى تشديد الإجراءات العسكرية في المنطقة وزيادة التوترات بين القوى الدولية.
أما في اللاذقية، فإن الحادث يسلط الضوء على التحديات الإنسانية والأمنية المتعلقة بمخلفات الحرب، والتي تستوجب جهودًا أكبر لإزالتها ومنع تكرار مثل هذه الكوارث.
بناءً على هذه التطورات، قد نشهد تصعيدًا أمنيًا وعسكريًا في الساحل السوري، سواء من خلال تكثيف الإجراءات الدفاعية من قبل القوات الروسية والحكومة السورية، أو عبر استهدافات متزايدة للطائرات المسيرة والمخاطر الأمنية الأخرى. كما أن استمرار انفجارات الذخائر غير المنفجرة يمثل تحديًا إنسانيًا يتطلب حلولًا عاجلة.