الثريد والهريس.. أسرار السحور على موائد الشام والخليج في رمضان

تجمع وجبة السحور المثالية بين البساطة والسرعة والإشباع، لكنها تختلف جذريًا من منطقة لأخرى، ومن بلد عربي إلى آخر دون مكونات ثابتة، حيث تتعدد الأطباق والألوان والمكونات، ليضع كل تراث شعبي عربي طابعه الخاص وبصمته المميزة على مائدة السحور، مما يجعلها فريدة ومختلفة عن غيرها.
ففي لبنان، وخاصة العاصمة بيروت، فقد رصد الكاتب خالد لحام في كتابه "بيروت الذاكرة الشعبية" الأثر العميق للسحور في نفوس الأطفال، خاصة عند سماعهم طبلة المسحراتي وهو ينادي بأسمائهم.
ويعتبر تناول الأرز المطبوخ في وجبات السحور والفطور وجبه أساسية في الشام، ويتم إعداده بأساليب مختلفة، مثل الأرز بالحليب والسكر، والأرز بالشعيرية، والأرز المعمر.
بالإضافة إلى الأرز، يتم في لبنان تناول العديد من الأطباق والوجبات الشهية خلال شهر رمضان، مثل الفول المعمر، والمحاشي، والكبة، والفتوش، والفلافل، والحمص بالطحينة، والكفتة، والكبة اللبنانية، والمجدرة، وغيرها من الأطباق التي تختلف بحسب المناطق والثقافات المختلفة.
أما سوريا، فقد وثق الكاتب منير كيال في كتابه "رمضان وتقاليده الدمشقية"، حيث أشار إلى استمرار السهر بعد التراويح حتى موعد السحور، وتحدث عن شيخ كار المسحرين، المسؤول عن تدريبهم وتنظيم عملهم والتأكد من التزامهم بمواعيد التسحير.. فالطبول ونداءات تجوب الشوارع والأزقة، تدعو الناس لتناول وجبة تحمل في طياتها سر البركة.
ومن الشام إلى الخليج، وتحديداً دولة قطر، تعيش الروائية القطرية هدى النعيمي أجواء رمضانية خاصة، تراقب خلالها تغير طقوس تناول الطعام في منطقة الخليج، وخاصة في قطر. وتقول للجزيرة نت "أصبح لدينا تقليد مميز وشائع خلال رمضان وهو الغبقة، الوجبة التي تقع بين الفطور والسحور، حيث يجتمع القطريون كعائلات أحيانًا بشكل يفوق تجمعاتهم خلال الفطور أو السحور.. بعضهم يكتفي بها، في حين يفضل آخرون تناول شيء خفيف لاحقًا مثل اللبن الرائب مع الماء، أو التمر واللبن مع الخبز".
وتشير هدى النعيمي إلى اختلاف العادات بين العائلات، فبينما يفضل البعض الشوربة حتى وقت الغبقة، يتناول آخرون إفطارًا مشبعا يعيدون تناوله في السحور، حيث يصبح طعام الفطور هو ذاته السحور.
وتضيف الروائية القطرية هدى النعيمي تقول ان "الهريس والثريد من الأطباق الأساسية التي لا تخلو منها الموائد القطرية في رمضان، فالهريس عبارة عن حب القمح الممزوج باللحم والمخلوط جيدًا، أما الثريد فهو الخبز الرقاق المشبع بمرق اللحم مع قطع اللحم".
ويتميز المطبخ الكويتي بتنوع وغنى الأطعمة المقدمة خلال شهر رمضان، ويتم تقديم العديد من الأطباق اللذيذة والشهية لتناول السحور، خاصة اللبن الزبادي والحليب والماء والتمر الذي يحتوي على الكثير من الفيتامينات والمعادن.