اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار
قيادي درزي سوري: إذا استمر الاعتداء علينا فلا مفر من طلب الحماية من إسرائيل ترمب بين بوتين والصين.. مئة يوم من الوعود الصادمة والرهانات الخطرة من كشمير إلى مدن الهند.. كيف تحوّلت مأساة سياحية إلى حملة قمع ممنهجة ضد المسلمين؟ الرئيس اللبناني: نسيطر على معظم الجنوب وإسرائيل تعيق انتشارنا المفاوضات النووية بين إيران والغرب.. تصعيد أميركي ودور أوروبي متراجع التصعيد الإسرائيلي في غزة: تعبئة احتياطية وسط جمود المفاوضات وتفاقم الأزمة الإنسانية هارفارد بين نيران الاتهامات والتحقيقات الداخلية.. أزمة تعدد الهويات وصراع السرديات في الحرم الجامعي «قطر للطاقة» تزود شركة «شل» بالمكثفات لمدة 25 عاماً حرب الظلال الجوية.. صراع التفوق بين نظامي S-400 وHQ-9 في سماء الهند وباكستان فضح شبكة تهريب عسكري عبر الإمارات.. تفاصيل إحباط صفقة أسلحة للجيش السوداني وضلوع قيادات بارزة الملتقى الفقهي بـ«النهضة النسائية بدبي» يوصي بإدراج حقوق الأسرة في المناهج الدراسية غزة تحت الحصار.. مجاعة مصطنعة وصمت دولي.. شهادة من قلب الكارثة

غزة تحت الحصار.. مجاعة مصطنعة وصمت دولي.. شهادة من قلب الكارثة

غزة
غزة

في مشهد وصفه مسؤول أممي بأنه "أشبه بأهوال يوم القيامة"، يتفاقم الوضع الإنساني في قطاع غزة ليبلغ مرحلة حرجة من المجاعة والانهيار الكامل، وسط استمرار الحصار الإسرائيلي والتقاعس الدولي عن التدخل الفعّال. فقد كشف جوناثان فاولر، مدير الاتصال في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، في تصريح صحفي حديث، أن قطاع غزة يشهد أسوأ مرحلة إنسانية منذ بداية الحرب الإسرائيلية، حيث تُستخدم المجاعة كسلاح ضمن سياسة ممنهجة من التجويع والإبادة الجماعية.

أشار فاولر إلى أن المواد الغذائية قد نفدت كلياً تقريباً من القطاع، نتيجة الإغلاق التام لجميع المعابر من قبل إسرائيل، ما يعني أن دخول المساعدات بات شبه مستحيل. ويُعدّ ذلك انتهاكاً صريحاً للقانون الدولي الإنساني، الذي يحظر استخدام الحصار والتجويع كسلاح ضد المدنيين. لكنه – بحسب المسؤول الأممي – لا يواجه سوى صمت عالمي، وصفه بـ"الفضيحة الحقيقية"، في ظل عجز المجتمع الدولي عن الضغط لرفع الحصار أو ضمان وصول المساعدات.

المجاعة: قرار سياسي أم كارثة طبيعية؟

أكد فاولر أن المجاعة الجارية في غزة ليست نتيجة لظروف طبيعية أو إدارية، بل "قرار سياسي إسرائيلي بالكامل"، يتجلى في منع المساعدات منذ أكثر من 50 يوماً، ما جعل السكان الفلسطينيين غير قادرين على تأمين الحد الأدنى من الطعام والدواء. وهذا التحليل ينزع أي غطاء أخلاقي أو سياسي عن الحصار، ويكشف أنه جزء من استراتيجية عقاب جماعي تستهدف أكثر من مليوني إنسان، نصفهم من الأطفال.

دلالات التصريح الأممي

تصريحات فاولر تعبّر عن تحول في الخطاب الأممي، إذ باتت اللغة المستخدمة تعكس مدى اليأس والغضب من التواطؤ الدولي، وعدم فعالية المؤسسات الدولية في منع الكوارث المتعمدة. وصف المشهد بـ"أهوال يوم القيامة" لم يكن مجرد تشبيه بل تشخيص لحجم الدمار واليأس الذي يخيّم على غزة.

تفاصيل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة

منذ اندلاع الجولة الأخيرة من الحرب في أكتوبر 2023، شنّت إسرائيل عدوانًا عسكريًا غير مسبوق على قطاع غزة، أسفر عن كارثة إنسانية شاملة. استخدمت فيه إسرائيل كافة أنواع الأسلحة، بما في ذلك القنابل الفراغية والذخائر الفوسفورية المحظورة دوليًا، مستهدفة بشكل مباشر المدنيين والبنية التحتية الحيوية.

1. حجم الضحايا:

قُتل أكثر من 36 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء.
أُصيب أكثر من 80 ألف شخص بجروح متفاوتة، منهم الآلاف بإعاقات دائمة.
عشرات الآلاف لا يزالون في عداد المفقودين تحت الأنقاض أو في المناطق المعزولة.

2. استهداف ممنهج للبنية التحتية:

تم تدمير أكثر من 70% من المباني السكنية في غزة، بما فيها أبراج ومستشفيات ومدارس ومخيمات لجوء.
قُصفت المستشفيات ومراكز الدفاع المدني ومخازن الغذاء، ما جعل توفير الرعاية الطبية أو الإغاثة شبه مستحيل.
تعمدت إسرائيل تدمير محطات المياه والكهرباء ومرافق الصرف الصحي، مما سرّع من انتشار الأوبئة وسوء التغذية.

3. الحصار والتجويع كسلاح:

منذ أكثر من 50 يوماً، تمنع إسرائيل دخول أي مساعدات إنسانية عبر جميع المعابر.
تم تحويل المعابر إلى نقاط عسكرية مغلقة، واستهداف قوافل المساعدات حتى داخل القطاع.
قوافل الأونروا وغيرها من الوكالات الدولية تُمنع أو تُستهدف، رغم التنسيق المُسبق مع السلطات الإسرائيلية.

4. النزوح القسري:

أجبر العدوان أكثر من 1.7 مليون فلسطيني على النزوح من منازلهم.
المخيمات المؤقتة تفتقر إلى المياه والصرف الصحي والغذاء، مما يفاقم من معاناة المدنيين.
أُغلقت الحدود الجنوبية مع مصر بشكل شبه كامل، مما قطع شريان الحياة الوحيد المتبقي.

5. انهيار تام للمنظومة الصحية:

معظم مستشفيات غزة خرجت عن الخدمة بسبب القصف أو نفاد الوقود والمستلزمات الطبية.
العاملون في المجال الصحي يعملون في ظروف مروعة، ويتعرضون للاستهداف المباشر، مع توثيق مقتل أطباء ومسعفين.

6. تجاهل القانون الدولي:

رُصدت عشرات الانتهاكات الصارخة لاتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني.
لم تُفتح أي ممرات إنسانية آمنة رغم المطالبات الأممية، في ظل عجز أو تواطؤ من القوى الكبرى.