(دولة العلم والإيمان في غزة)
عجائب عبدالقدوس
أظن أن هذا العنوان أثار دهشتك وأنت تسألني يعني إيه ؟؟
والإجابة أنه كان مفتاح النصر في حرب أكتوبر العاشر من رمضان ، ونحن اليوم نراه وأبطال "غزة" يقاتلون العدو الصهيوني المدعم من أمريكا.
وأشرح ما أعنيه وياريت حضرتك تقولي صح ولا غلط!!
فالرئيس "السادات" رحمه الله هو الذي رفع هذا الشعار بعد توليه الحكم وتوطيد سلطته عام ١٩٧١ ..
ورأينا تطبيقه عمليا وبوضوح عندما بدأت حرب أكتوبر ..
تخطيط علمي على أعلى مستوى يستحق عشرة على عشرة وفوجئ العدو الصهيوني بهذه القدرات الفائقة لجيشنا العظيم .. الذي عبر القناة .. وكانت صيحات "الله أكبر" تدوي في كل مكان والروح المعنوية في السماء بفضل الإيمان الراسخ في النفوس لا فارق بين مسلم ومسيحي .. وهذا المشهد مختلف جذرياً عما جرى في عام ١٩٦٧ .. الذي كان يسوده الشعارات والكلام الرنان!! مما أدى إلى كارثة..
وإذا أنتقلنا إلى ما نراه اليوم في "غزة" نرى شعار "العلم والإيمان" واقعاً ملموساً جداً هناك .. تخطيط أبطال المقاومة على أعلى مستوى حيث فاجئوا العدو الصهيوني بضربة مذهلة لم يتوقعها أبدا برغم أنه يمتلك ومعه أمريكا أحدث التقنيات في العالم كله .. وعندما بدأت الحرب رأيناهم يقاتلون ببطولة وروحهم المعنوية عالية جداً بفضل إيمانهم الراسخ في النفوس برغم الفارق الكبير بين إمكانياتهم وإمكانيات العدو.
لو كان هذا الشعار سائدا في حياتنا لتغيرت أوضاعنا بالكامل ولعرفنا أخلاق غير التي نراها حالياً .. وللأسف ظل هذا الشعار العظيم كلام في كلام .. وأوضاع العلم والتكنولوجيا في بلادنا متخلفة بكل المقاييس عالمياً أو حتى عربياً حيث سبقتنا دول الخليج والسعودية رغم أن مصر كانت حتى وقت قريب هي الرائدة ، وانظر إلى أحوال مدارسنا والجامعات الحكومية لتتأكد أن التعليم عندنا في حاجة إلى طفرة .. وتغييرات جذرية في أساليب وعقول هؤلاء الذين يقودون التغيير.
وإذا أنتقلنا إلى الإيمان فلم تستطع الدولة بأجهزتها بناء الضمير المؤمن الصحيح بين الناس رغم أن الرئيس الراحل أطلق على نفسه لقب الرئيس "المؤمن" .. لكن ظل التدين شكليا بين العامة .. ولا غرابة أن تجد واحد بيصلي ويرتكب الموبقات!!.وانتشر الحجاب لكنه لم ينعكس في الأخلاق.. ومع الإنفتاح الذي ساد رأينا أمرين كلاهما على النقيض .. إسلام متشدد بعيد عن الإسلام الوسطي الصحيح وآخر عايز يخلع من الدين كله برغم الحداثة والمدنية .. يريد الدين مجرد فرائض تؤدى ، لكن لا صلة لها بالأخلاق أو المعاملات ولا بالدنيا كلها وهذا بالضبط ما نراه حالياً .. عجائب!!