القيم ليست بديلًا من الدين
تحت هذا العنوان كتب الدكتور يوسف عامر رئيس لجنة الشؤون الدينية بمجلس الشيوخ المصري قائلًا: الأخلاق مقوم أساسي من مقومات ثلاثة يقوم عليها الدين الإاسلامي، بل كل دين سماوي، وهي العقيدة والأخلاق والتشريع وأحكام العبادات والمعاملات، ويتميز المقومان الأولان بأنهما مطلقان ثابتان في دعوة كل رسول ونبي لا يطرأ عليهما تغيير بخلاف الشرائع فإنها قد يعتري بعضها النَّسْخُ؛ أي الإالغاء بما يتناسب مع اختلاف البيئات والعصور.
وقال الدكتور يوسف عامر فى مقال بجريدة الأهرام: الإسلام قد رأى مقاصد كلية جاء للحفاظ عليها هي: النفس، والعقل، والدين، والمال الملكيات العامة والخاصة، والعرض والكرامة الإنسانية، وما يحقق في النهاية حفظ الأاوطان وهويتها، بل المجتمع البشري بأسره، ولا شك أن الحفاظ على هذه المقاصد كما أنه قضية إيمانية شرعية وأيضًا قضية خلقية؛ إذًا فالأخلاق عنصر حافظ للمجتمع البشري كله، وهذا السياج الحافظ لا بُدَّ من أن يكون ثابتًا لا يعتريه تغيير يختل معه النظام المجتمعي.
وذكر أن الاسلام ضمن هذا الثبات بأن ربط الأخلاق بالعقيدة، وهي العنصر الذي لا يتبدل من دين سماوي لآخر، وفي هذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان" (متفق عليه).
ولذلك؛ فإن الأخلاق ليست بديلًا من الدين والقيم ليست بديلًا من الدين، ولكن الدين حث على الأخلاق وطالب بها ودعا إلى الأخلاق والقيم. إن الدعوة للاكتفاء بالأخلاق دون الأديان دعوة لسحق الهويات والنفوس والعقول؛ فلا يبقى الإنسان معها سوى نسخة مكررة من كائن ليس لديه ما يميزه من حرية اختيار أو فكر أو إبداع؛ فالسبيل الأسرع لانهيار المجتمعات والدول هو خروج الأخلاق عن إطارها المطلق.